يؤكد تقرير المنظمة الدولية أن الولاياتالمتحدة زحزحت المملكة العربية السعودية التي كانت تتصدر قائمة البلدان المنتجة للنفط، بفضل مضاعفة إنتاج النفط الصخري ولكن أيضا من خلال تقليص تبعيتها لنفط الشرق الأوسط في تحول جيوسياسي هام، ستكون انعكاساته على أسعار البترول كبيرة على المدى المتوسط، على غرار ما حصل مع الغاز من قبل. ويشير تقرير الوكالة إلى أن الولاياتالمتحدة تحولت منذ أفريل 2014 إلى أول منتج، وتأكد ذلك خلال الثلاثة أشهر الماضية، حيث قامت الولاياتالمتحدة بإنتاج 11.58 مليون برميل يوميا مقابل 11.31 مليون برميل يوميا للعربية السعودية، وهو ما يعني أيضا أن الرياض تتجاوز بكثير حصتها داخل منظمة الدول المصدرة لنفط “أوبك” والتي لا تتجاوز 9.7 مليون برميل يوميا، حيث قدر إنتاج السعودية ما بين 9.60 و9.65 مليون برميل يوميا خلال الشهرين الماضيين. واستنادا إلى تقرير الوكالة دائما، فإن الولاياتالمتحدة أنتجت في جوان وجويلية وأوت وسبتمبر على التوالي 11.57 و11.85 و11.71 و11.78 و11.97 مليون برميل يوميا. بالمقابل، أنتجت العربية السعودية على التوالي 11.44 و11.499 و11.75 و11.44 و11.47 مليون برميل يوميا أي أقل من مستوى الإنتاج الأمريكي باستثناء شهر جويلية، وهذا الوضع يدفع الرياض إلى محاولة الحفاظ على ريادتها وحصصها في السوق، وهو ما بين الأسباب التي تدفع الأسعار إلى التراجع، خاصة أن قدرات إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة، حسب التقديرات، قابلة للارتفاع. وتحتاج الحقول الأمريكية إلى أسعار متوسطة ما بين 80 و85 دولارا للبرميل، لتحقق نوعا من المردودية، في وقت تحتاج أغلبية البلدان المصدرة بما في ذلك تلك التي تتواجد خارج “أوبك” مثل روسيا، إلى معدل يتراوح ما بين 90 و100 دولار للبرميل، لكن تدني الأسعار تحت مستوى 80 دولارا سيجعل معظم الحقول الأمريكية غير مربحة، ما يبطئ من عمليات تطويرها ولكن الأسعار الحالية تدعم مسار التطوير، كما تدعم السياسات الأمريكية الرامية إلى تقليص التبعية لنفط الشرق الأوسط والضغط عن روسيا أيضا، إلى درجة يتوقع فيها خبراء بروز سيناريو حرب أسعار غير معلنة، لاسيما أن خبراء دوليين يؤكدون على أن استثمارات الولاياتالمتحدة في النفط الصخري يمكن أن يحقق مردودا حتى مع سعر يتراوح ما بين 65 و70 دولارا للبرميل، كما يشير خبراء إلى أن العربية السعودية تتصدر الدول المنتجة للنفط الخام فحسب، بينما تفوقها الولاياتالمتحدة مع حساب كافة السوائل.