تواصل الشرطة الفرنسية مدعومة بفرق الحماية المدنية وطائرة مروحية لليوم الثاني على التوالي، البحث عن حيوان بري طليق يشبه النمر، شوهد في بلدة مونفران بضواحي باريس، محدثا رعبا كبيرا عند السكان الذين أمروا بعدم مغادرة منازلهم. تعيش البلدة الهادئة في الضاحية الباريسية حالة طوارئ حقيقية منذ الإعلان عن وجود حيوان مفترس طليق يجوب أرجائها، دون أن يتم تحديد مكانه. واعتقد أول الأمر أن الحيوان نمر، بعد أن أخطرت مواطنة السلطات بأنها شاهدت نمرا يتجول في ساحة ركن السيارات تابعة لمركز تسوق في بلدة مونتيفرا شرقي باريس، والتقطت له صورة من داخل سيارتها قدّمتها للسلطات. ووردت بعدها شهادات عدد من سكان المنطقة قالوا إنهم شاهدوا النمر، مؤكدين رواية الشاهدة الأولى، كما قال اختصاصيون إن الآثار التي تركها الحيوان في الأرض تدل على أنه نمر صغير السن، غير أن مسؤولي البلدية والولاية عادوا ونفوا الأمر، مؤكدين أن الحيوان ليس نمرا، لكنه ينتمي إلى فصيلة القطط الكبيرة، الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها النمر. وازدادت المخاوف لدى مصالح البلدية وقوات الأمن مع مرور الوقت دون العثور عليه، فهي تخشى أن يهاجم الحيوان السكان ويقتحم المنازل بحثا عن الأكل، حيث دعا سدريك تارتو جينيت وهو رئيس ديوان بلدية مونفران، سكان البلدة إلى البقاء في منازلهم والسائقين داخل سياراتهم وتوخي الحذر، كما قرر أيضا إبقاء التلاميذ داخل مدارسهم. وكإجراء احترازي أقامت الشرطة منطقة عازلة تبلغ مساحتها أربع مرات مساحة ملعب كرة قدم لحماية سكان البلدة. ولم ترد معلومات عن المنطقة التي جاء منها هذا الحيوان، فهل هرب من داخل حديقة للحيوانات أو هو ملك لمربي حيوانات؟ وإلى الآن لا تملك الشرطة أية معلومات، داعية كل شخص شاهده إلى الاتصال بها فورا. ولم يتضح المكان الذي هرب منه النمر، ولكن ثمة حديقة حيوان متخصصة بالقطط الكبيرة (النموروالفهود والأسود) قرب مونتيفرا، فيما أكد منتجع “يوروديزني” القريب أنه لا يملك أي نمور. وتحاول سلطات المدينة القبض على هذا النمر حيّا كونه ينتمي إلى عائلة الحيوانات النادرة والمحمية، لكنها أضافت أنه في حال مثّل خطرا على السكان وعلى عناصر الشرطة والحماية المدنية، فالأمر يستوجب قتله.