حيث سبق وأن أعلن قادة عملية الكرامة بقيادة حفتر عن بدء معركة “تحرير طرابلس”، لكن لم يحدث أي شيء على الأرض، إذ بقيت العاصمة طرابلس في مأمن من المعارك والاشتباكات الكبيرة، بالرغم من تعرضها من حين إلى آخر لقصف جوي من طائرات مجهولة، رغم تبني قادة عملية الكرامة لهذه الهجمات الجوية، إلا أن المعارك في الغرب تركزت في مدينة ككلة في سفح الجبل الغربي (80 كلم جنوب غربي طرابلس)، بالرغم من أنها ليست على الطريق الرابط بين الزنتان وطرابلس (170 كلم)، ولكن كتائب الزنتان والقعقاع والصواعق، ومعها جيش القبائل، يريدون تأمين ظهورهم قبل الزحف نحو طرابلس والتي تتطلب السيطرة على منطقة غريان ومن ثم الزحف على منطقة العزيزية، البوابة الجنوبية للعاصمة، قبل الدخول إلى قلب العاصمة طرابلس، ما سيشجع الخلايا النائمة في العاصمة طرابلس على تشكيل “صحوات” تضرب قوات فجر ليبيا من الداخل على غرار ما حدث في بنغازي. غير أن استراتيجية غرفة عملية الكرامة في غرب ليبيا تواجهها استراتيجية لقوات فجر ليبيا، التي تقوم بحشد قواتها للسيطرة على القاعدة الجوية “الوطية”، التي يعتقد أن طائرات حفتر تنطلق منها لقصف قوات فجر ليبيا، ومن ثم استعادة مدينة ككلة والزحف نحو مدينة الزنتان للقضاء على آخر المناطق الموالية لقوات حفتر في غرب البلاد. وفي شرق ليبيا، تواصلت المعارك في وسط بنغازي دون أن تتمكن قوات حفتر من السيطرة على المدينة، بالرغم من إعلانها منذ أسابيع على سيطرتها على 90 بالمائة، كما تحدثت مصادر أخرى عن نقل أسلحة ومعدات من مصراتة وسرت إلى قوات مجلس شورى بنغازي، ما سمح له بمقاومة قوات حفتر. سياسيا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه العميق إزاء الغارات الجوية التي شنتها مؤخرا طائرات ليبية في طرابلس وجبال نفوسة الغربية في ليبيا، كما أدانت تركيا القصف الجوي الذي قامت به طائرات موالية لقوات حفتر ضد مطار معيتيقة في طرابلس.