عزلت عاصفة رملية هوجاء بدأت مساء يوم الجمعة وتواصلت صباح أمس الآلاف من البدو الرحل في عدة ولايات بالجنوب والسهوب، وتحركت وحدات الدرك الوطني والجيش للبحث عن مفقودين جراء العاصفة الرملية الشديدة التي ضربت الجنوب والجنوب الشرقي منذ مساء يوم الجمعة الماضي. أوقفت عدة مطارات في الجنوب حركة النقل الجوي لأكثر من 10 ساعات يوم السبت الماضي، بينما توقفت رحلات الطائرات العمودية في 10 ولايات بالجنوب، وأدت العواصف إلى وقوع 5 حوادث مرور بالطرق الوطنية رقم 1 و51 و49 و03 أسفرت عن مقتل شخصين. وأحدثت عواصف رملية قوية في كل من المنيعة وحاسي الفحل بغرداية وولاية وورڤلة أضرارا بليغة في المستثمرات الفلاحية، وتوقفت الاتصالات الهاتفية مؤقتا في بعض الدوائر والبلديات في الجنوب، وشهد الطريقان الوطنيان 3 و49 أعنف العواصف الرملية، حيث تدخلت فرق فتح الطرق التابعة لمديرية الأشغال عمومية بولاية غرداية لإزالة الرمال وإعادة السير للطريق الرابط بين بلديتي المنيعة وحاسي الفحل، وهو جزء من طريق الوطني رقم واحد، بعد أن أسفرت العواصف الرملية الشديدة عن توقف الحركة بصفة كلية في الطريق المؤدي إلى ولاية تمنراست والطريق الرابط بين غرداية وولاية أدرار، بفعل استحالة الرؤية على مسافات قريبة جدا. وتشير بعض الشهادات إلى أن قوة الرياح التي عصفت بالجهة هي الأقوى منذ أكثر من 10 سنوات، حيث عجزت الشاحنات والسيارات عن مغادرة أماكنها في الطرق الصحراوية بسبب استحالة الرؤية لمسافة تتعدى العشرة أمتار، فيما أدى زحف الرمال إلى إغلاق عدد من محاور الطرق في المواقع المحاذية للحمادة، وأدت الرياح القوية المحملة بالرمال في بلدية حاسي القارة إلى انهيار بيتين مهجورين في حي الدوي، كما انقطع الإرسال الإذاعي والتلفزي عن مواقع في المنيعة بعد انقطاع في التيار الكهربائي تواصل لعدة ساعات من النهار.