خصّصت مديرية الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدّينية والأوقاف عددها الحالي لمجلة ”الثقافة الإسلامية”، للحواضر العلمية الجزائرية وتأثيرها التاريخي على الحواضر الإسلامية والإفريقية. استهلّ مدير التحرير، الأستاذ بومدين بوزيد، العدد بمقدمة ركّز من خلالها على اهتمام الوزارة بحواضر ومآثر علمائنا وصلحائنا، كحاضرة مازونة وبجاية وتوات وبني راشد وبني مزغنة وطبنة والمسيلة وبني ميزاب وغيرها وعلاقتها بالحواضر العربية والإفريقية، ودورها في انتشار الإسلام وتحرير البلدان الإفريقية، موضّحًا أنّ تيجانية عين ماضي وتماسين كانت القوّة الروحية وراء انتشار دين التوحيد ومقاومة الاحتلال، مثلها في ذلك الرّحمانية والسنوسية والقادرية الكنتية. كما كان لحاضرة توات والشّيخ عبدالكريم المغيلي الحضور في الإصلاح الدّيني والسّياسي ببعض بلدان إفريقيا، ومازال أحفاد الشيخ والمتأثّرون بأفكاره متواجدون إلى اليوم في كانو بنيجيريا. واستنكر الدكتور بوزيد الأعمال الإرهابية في السّاحل الإفريقي ضدّ قِباب ومكتبات حواضر مالي الّتي هي امتداد تاريخي للتّفاعل الحضاري مع الجزائر والمغرب العربي، مشيرًا إلى أنّ الوزارة اختارت لموضوع لقاء سيدي عقبة بن نافع الفهري ببسكرة ”حواضر الجزائر وإفريقيا” عنوانًا للملتقى العلمي السنوي. واعتبرت افتتاحية العدد أنّ الجزائر ”في حاجة إلى تجديد ترتيب العلاقة التّاريخية والحضارية مع البلدان الإفريقية من خلال إحياء هذه الحواضر وتوأمتها”، مشيرة إلى أنّ للوزارة ”تجربة متميّزة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 إذ لم تغفل البعد الإفريقي في نشاطها ومنشوراتها”، مؤكّدة أنّ هذا الجهد سيستمرّ نحو بلدان إفريقيا وبالخصوص منطقة السّاحل، من خلال دعوة المشايخ والباحثين إلى المنتديات العلمية والثقافية والرّوحية ودعوة أبناء إفريقيا للمشاركة في فعاليات جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم وتوزيع المصحف الشّريف على مساجد إفريقيا وزواياها ومدارسها القرآنية ومعاهدها الدّينية، إلى جانب ترقيّة عدد من الطلبة الإفريقيين ليستفيدوا من تكوين متميّز في رتب الإمامة في مختلف معاهد الجزائر ولاسيما معهد تمنراست العامر. وخُصّصت دراسة هذا العدد للمذهب المالكي واختصاصه بالمصلحة المرسلة بين النّظري والتّطبيق، ونشرت لأوّل مرّة بحثًا عن شخصية غير معروفة عند شبابنا ولفّها النّسيان والغموض وهو الشّيخ أحمد مرازقة لحبيباتني، كما نشرت محاضرتين من الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوهران حول موضوع ”التّأمين التعاوني الإسلامي الأحكام والضّوابط الشّرعية” للدكتور أحمد محمّد الصبّاغ، و«المتطلبات الفقهية والقانونية لممارسة عمل التأمين التعاوني الإسلامي” للدكتور عادل عوض بابكر.