شخص أفطر في نهار رمضان بعد غروب الشّمس لكن قبل سماعه الأذان، فهل عليه قضاء؟ إذا تحقّق الصّائم من غروب الشّمس وإقبال الليل فقد حلّ له الفطرة، قال تعالى: “ثُمّ أَتِمُّوا الصِّيَام إلى الليل” البقرة: 187، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “إذا أقبل الليل من هَاهُنَا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصّائم” أخرجه البخاري ومسلم. وبذلك يعلم أنّه لا يشترط سماع الأذان بعد تحقيق غروب الشّمس، ومَن كان قريبًا من المسجد يسمع الأذان ليتحرّى أحسن. شخص سيسافر في نهار رمضان، فهل إفطاره أولى من صومه، وهل لأحد الحق في الإنكار على مَن يفطر في السفر؟ قال تعالى: “ومَن كان مريضًا أو على سفر فَعِدَّةٌ من أيّام أُخَرَ” البقرة: 185، فيجوز للصائم المسافر أن يفطر، كما يجوز له أن يبقى صائمًا إن شاء ذلك، وليس لأحد الإنكار على المسافر إن أفطر عملاً بالرخصة المشروعة، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “إنّ الله يحب أن تؤتى رخصه كما يُحب أن تُؤتى عزائمه” أخرجه أحمد والطبراني، ويقول صلّى الله عليه وسلّم: “ليس من البر الصيام في السفر” أخرجه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه، وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “أصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال صلّى الله عليه وسلّم: “إن شئتَ فَصُم وإن شئتَ فأفطر” أخرجه البخاري ومسلم، ولم يعب أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعضهم بعضًا في الصوم والإفطار في السفر، لما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كنا نسافر مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم” أخرجه البخاري ومسلم. ما حكم مَن يصلّي التراويح خلف الإمام، ثمّ يسحب نفسه في صلاة الوتر ولا يُصلِّيها خلفه قصد مواصلة الصّلاة بالبيت؟ هذا خطأ وقع فيه كثير من المصلّين، وحرموا أنفسهم أجر قيام ليلة، فمَن صلّى خلف الإمام فلم ينصرف حتّى ينصرف الإمام كتب له قيام ليلة، ومَن أراد المزيد من الصّلاة في البيت فله ذلك، يزيد ما شاء دون أن يوتر مرّة أخرى، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “لا وِتران في ليلة” رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح. هل يجوز للمأموم أن يُتابِع قراءة إمامه من المصحف؟ لا يجوز للمأموم أن ينشغل بحمل المصحف والنّظر إليه وقلب صفحاته من أجل متابعة قراءة الإمام، فعلى المأموم أن ينصت للقراءة وأن يتدبّرها كما كان يفعلها سلفنا الصالح، وقد ذكرنا أن حمل الإمام للمصحف وقراءته منه فيه كلام، فكيف بالمأموم؟!!