تنطلق، اليوم وإلى غاية 6 سبتمبر القادم، فعاليات العروض السينمائية بالهواء الطلق عبر أربعين ولاية عبر الوطن. وتسعى المبادرة التي يأتي تنظيمها من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، لكسر الهاجس الأكبر الذي يقف أمام الإنتاج السينمائي الجزائري منذ عقود، والمتمثل في عرض الأفلام، حيث ستكون التجربة حسب المنظمين فرصة لتوزيع الأفلام وربط علاقة قوية بين السينما والجمهور الجزائري. تستعد أربعين ولاية عبر الوطن لاستقبال عروض سينمائية جزائرية، ستصنع الفرجة والحدث الفني إلى غاية شهر سبتمبر، حيث قررت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي أن تخرج الأفلام من ثقافة العروض الشرفية الأولى وتلقي بها إلى الجمهور. وقالت رئيسة دائرة السينما بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي نبيلة رزايق ل”الخبر” إن هذه المبادرة الأولى من نوعها تسعى لإعادة الروح للنشاط السينمائي الجزائري، بعد أن تخلى الجمهور عن مشاهدة الأفلام بقاعات السينما لعقود، في ظل قلة عدد القاعات “وتراجع الإنتاج السينمائي الجزائري بشكل عام”. فهذه المبادرة تسعى لتجسيد “ثورة في حقل التوزيع السينمائي”، كما تقول نبيلة رزايق: “ألقوا بالسينما للشارع يحتضنها الشعب” تماما كالثورة الجزائرية، فالسينما والأفلام الجزائرية بحاجة اليوم إلى نفس جديد ولقاء خاص مع الشعب. وتحمل المرحلة الأولى للبرنامج عرض مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية والطويلة، وسيكون لعشاق التاريخ والأفلام الوثائقية فرصة لمتابعة فيلم “عبد القادر” للمخرج سالم الإبراهيمي الذي يحكي مسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، كما سيتم عرض أفلام رسوم متحركة، وفيلم “حرقة بلوز” للمخرج موسى حداد، بالإضافة إلى ثلاث فيديو كليبات أنتجتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. وأوضحت رئيسة دائرة السينما بالوكالة الجزائرية نبيلة رزايق في هذا الإطار، أن وزارة الثقافة ارتأت أن تقود تجربة أولى بعرض مجموعة من الأفلام إلى حين تعميم التجربة وتوسيع مجال العروض، وسيتم الانطلاق فيه من ولاية البليدة والجلفة وسيكون في مدن أخرى من البلاد. من جهته، صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أثناء قيامه بتدشين مسرح الهواء الطلق بالبليدة، والذي كلّف قيمة مالية قدرها 160 مليون دينار، أن “برنامج العروض السينمائية في الهواء الطلق تمثل في تقديم أفلام سينمائية تعكس تاريخ وثقافة البلد”. وبشكل عام، فقد تم تسطير برنامج يزور أربعين ولاية، وفيما يخص الولايات التي لم تحظ بفرصة مشاهدة العروض السينمائية، فقد أوضحت نبيلة رزايق، أن الأمر راجع إلى عامل الوقت، بالإضافة إلى تأخر بعض مديريات الثقافة على مستوى الوطن في الرد على طلب الوكالة بخصوص المشاركة في التجربة على غرار ولاية غرادية وعين الدفلى.