دخلت تركيا بقوة في الحرب على جبهتين، في سورياوالعراق، ضد “داعش” وحزب العمال الكردستاني في آن واحد، وقد تكون المهمة معقدة للغاية. على جبهة الحرب على “داعش” تبدو العملية أهون، كون التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة قائما، وتشارك فيه دول المنطقة، لكن في الحرب الثانية داخل التراب التركي وضد كيان يتبنى حرب الاستنزاف يبدو الأمر أصعب. بدأت الحرب مباشرة بعدما أعلن حزب العمال الكردستاني عدم التزامه الهدنة مع أنقرة، حيث قام عناصر من التنظيم الانفصالي، أمس، بمهاجمة مديرية أمن بيسميل التابعة لولاية ديار بكر في الجنوب الشرقي لتركيا وذات الغالبية الكردية، مخلفين سبعة جرحى في صفوف الشرطة، ثم لاذوا بالفرار. وشنت مجموعة أخرى هجوما على مبنى الشرطة في شمندلي بمحافظة هكاري بالجنوب الشرقي، أصيب فيه شرطيان بجروح، أحدهما في حالة خطيرة. كما اختطف مجهولون شرطيا بمديرية أمن اسطنبول وأفراد من عائلته، بعدما أوقفوا سيارته في الطريق بين موش وماردين، ثم أفرجوا عن عائلته واقتادوه إلى مكان مجهول في منطقة جبلية. وفي ولاية أرضروم في شرق تركيا، قطعت مجموعة الطريق على سيارة إسعاف واختطفت ثلاثة أشخاص. وقال رئيس الوزراء داوود أوغلو إن الطيران التركي قصف معاقل التنظيم الكردي في شمال العراق، بموافقة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني. كما أعلن داوود أوغلو عن مواصلة حملة الاعتقالات في صفوف حزب العمال و«داعش”، والتي مست 590 شخص، من بينهم عناصر وصفها ب”جد خطيرة”، كما قال. وكشف داوود أوغلو أن تركيا تعرضت ل121 هجمة مسلحة و281 عملية إرهابية، من بينها 15 عملية اختطاف، منذ انتخابات 7 جوان الماضي. وأعلنت الحكومة منع المسيرة التي كانت مبرمجة اليوم الأحد والموجهة ضد تنظيم “داعش”. وفي الحرب على “داعش”، أعلنت تركيا فتح قواعدها العسكرية لمقاتلات التحالف ووسعت القصف إلى ريف حلب. وكتبت “الغارديان “البريطانية أن مشاركة تركيا في الحرب مؤشر “بالغ الأهمية”، غير أنها سجلت أن فتح جبهتين في آن واحد سيجني “نتيجة معقدة على الأرض في تركيا نفسها”.