جددت تونس رفضها لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، بالتزامن مع ورود تقارير عن إمكانية توجيه دول غربية لضربات عسكرية تستهدف مواقع تجمع تنظيمات إرهابية في منطقة سرت وسط الساحل الليبي. أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد رفض ”تونس لأي تدخل عسكري في ليبيا”، ونفى الصيد في حوار لصحيفة الانديبندنت البريطانية علم تونس بوجود عملية عسكرية محتملة في ليبيا، يجري التحضير لها بقيادة بريطانيا ومشاركة فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا، بحسب ما أوردته تقارير إعلامية متداولة منذ أسبوعين. ويدعم الموقف التونسي موقف الجزائر الرافض أيضا للتدخل العسكري في ليبيا، خاصة مع ورود تقارير عن تمهيد غربي لتوجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم داعش ومجموعات إرهابية متشددة تتمركز في منطقة سرت. وعاد الصيد إلى واقعة الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقا وسياحا أجانب في مدينة سوسة، وخلّف مقتل 38 سائحا أجنبيا، بينهم 30 بريطانيا، واعترف بوجود تنسيق في التحقيقات وتبادل المعلومات بشأن تعقب عناصر الشبكة الإرهابية التي تقف وراء منفذ الهجوم الإرهابي سيف الدين الرزقي. وكشف الصيد أنه تم توقيف مجموعة من الأشخاص على صلة بالهجوم، من بينهم 15 موقوفا على علاقة مباشرة بالعملية الإرهابية، كما تم الإفراج عن ثمانية أشخاص كانت أجهزة الأمن التونسية قد اشتبهت في صلتهم بالهجوم الدامي على متحف باردو في 18 مارس الماضي، وخلّف مقتل 21 سائحا أجنبيا وتونسي واحد، بحسب وزير العدل التونسي محمد صالح بن عيسى، الذي أكد أن بين المفرج عنهم محمد أمين قبلي الذي اشتبه في كونه قائد المجموعة الإرهابية التي خططت لهجوم باردو. لكن اللافت في تصريحات الصيد اعتباره أن ”الفوضى القائمة في ليبيا حاليا هي نتاج للعملية العسكرية التي شنها حلف الناتو ضد نظام القذافي في عام 2011”. ووصف المحلل السياسي شاكر بوعجيلة تصريحات الصيد بشأن رفض التدخل العسكري في ليبيا قائلا ل«الخبر”، إنها ”مثيرة للاستغراب حتى لا نقول الدهشة.. لا أعرف كيف نسي رئيس الحكومة أنه كان حينها وزيرا للداخلية في تلك الفترة، ورئيس الحكومة حينها الباجي قائد السبسي هو من سهّل دخول الأسلحة عبر ميناء جرجيس”، مضيفا أن ”هكذا تصريحات لن تفيد في شيء في الوقت الحالي، ومن المهم الآن عدم النبش في الماضي، لأن هذه التصريحات لن تمر هكذا عند الليبيين”.