استقبل سكان بلدية السويدانية غرب الجزائر العاصمة، عيد الأضحى في أجواء جنائزية، حيث توفي بالسويدانية تلميذ ثانوي في 18 من عمره، متأثرا بطعنة خنجر وجهها له شاب يوم وقفة عرفة قرب ثانوية القنصلية التي يدرس بها الضحية، فيما أقدم شاب على إزهاق روح شقيقه بتلمسان. وقعت الجريمة بمحاذاة ثانوية "القنصلية" بالسويدانية التي كان الضحية محمد زبيري في محيطها، وهناك نشبت بينه وبين شاب يستغل طاولة للعبة "البابيفوت" مناوشات، انتهت بتوجيه الشاب لطعنة خنجر للضحية محمد على مستوى البطن، فسقط جثة هامدة في عين المكان، ولم تفلح محاولات إسعافه من قبل بعض المتواجدين في المكان الذي قاموا بنقله إلى العيادة القريبة من مسرح الجريمة. زارت "الخبر" منزل المرحوم في ثاني أيام عيد الأضحى، فاستقبلنا أهله وأبناء الحي في أجواء مليئة بالحزن لفراق البرعم محمد، يوم وقوف عرفة، حيث سرقت منهم فرحة العيد. يسترسل الشاب أسامة زبيري، ابن عم الضحية يقول بنبرات هادئة، وبصوت حزين: "قتل محمد وهو "صائم"، وفي يوم عيد ميلاده الثامن عشر". أما عمه الذي قابلنا بعينين شاحبتين حجبتهما ظلال الحزن وغمرتهما دموع الحرقة لفقدان ابن أخيه، الذي كان مقبلا على اجتياز شهادة البكالوريا : "لك أن تتصور حالة والديه، خاصة وأنه الابن الأكبر والوحيد لديهما". من جهته شاركنا الحديث أحد أبناء الحي، الذي قام بنقل جثة محمد إلى المصحة الجوارية للحي، حيث قال " كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار، موعد خروج الطلبة من الثانوية، هنا لمح بصري محمد وهو يتمايل من شدة تأثره بالطعنة القاتلة، وفجأة، وعلى بعد أمتار قصيرة وقع على الأرض، فاقتربت منه لمده يد المساعدة فوجدته غارقا في دمائه". كان مشهدا حزينا في يوم عيد غابت عنه الفرحة وعوضتها آلام قاسية وحسرة وشعور بالشفقة اتجاه ابن حيهم الذي رحل عنهم، وترك صورته ترتسم في مخيلة جميع سكان الحي على حد سواء. واحتج سكان السويدانية وزملاء الضحية عن غياب الأمن خاصة في محيط الثانوية التي يقصدها أبناؤهم، وقرر التلاميذ مقاطعة الدراسة غدا، للمطالبة بتوفير الأمن. وشيعت جنازة الضحية في أجواء مهيبة يوم العيد، حيث حضر جمع غفير من سكان السويدانية لتشييع جثمان محمد إلى مثواه الأخير، حتى من الذين لم تجمعهم معرفة مسبقة به وبعائلته.