فاز، أمس، حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المعادة بالأغلبية المطلقة، التي ستمكنه من تشكيل الحكومة منفردا. أظهرت نتائج أولية حصول حزب العدالة والتنمية على نحو 49 في المائة من أصوات الناخبين، في حين كانت تكفيه 43 في المائة فقط لتشكيل الحكومة منفردا، وهذه أحسن نتيجة تحصل عليها الحزب في تاريخ مشاركته في الانتخابات البرلمانية، فقد حصل الحزب في انتخابات جوان الماضي على 40.86 في المائة. أما في 2011، فحصل على 46 في المائة، وفي انتخابات 2002 فاز بنحو 39 في المائة. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية عن حصول حزب الشعب الجمهوري على المرتبة الثانية بنحو 25 في المائة، محافظا على نتائجه التي حققها في انتخابات جوان الماضي. أما الحركة القومية، فلم تحصل إلا على أقل من 12 في المائة، مسجلة تراجعا بأربع نقاط، وهو ما توقعته نتائج سبر الآراء. كما تراجع حزب الشعوب الديمقراطي بثلاث نقاط، إذ يوجد في نقطة الخطر عند حاجز العشرة في المائة الذي يسمح له بدخول البرلمان. أما بالنسبة لعدد المقاعد، فقد تجاوز حزب العدالة والتنمية حاجز 276 مقعد (50 في المائة +1)، الذي يمكّنه من تشكيل الحكومة منفردا، وحصل على نحو 320 مقعد، لكن المفاجأة الثانية حققها حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) الذي تخطى الحركة القومية لأول مرة من حيث عدد المقاعد، وحل ثالثا خلف حزب الشعب الجمهوري الذي حصل على 129 مقعد، بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 53 مقعدا مقابل 44 مقعدا للحركة القومية، بالرغم من أن الحزبين تعادلا في انتخابات جوان الماضي ب80 مقعد لكليهما. ورغم أن الحركة القومية حصلت على نسبة أصوات أعلى (11.96 في المائة للحركة القومية مقابل 10.32 في المائة لحزب الشعوب الديمقراطي، بعد فرز قرابة 93 في المائة من الأصوات). وبخصوص الخريطة السياسية للأحزاب الأربعة، فقط سيطر حزب العدالة والتنمية على معظم محافظات هضبة الأناضول، بالإضافة إلى مدينة اسطنبول بدوائرها الثلاث، والعاصمة أنقرة، وسيطر على جميع المحافظات التي كانت معقلا للحركة القومية مثل محافظة أضنة في الجنوب. أما حزب الشعب الجمهوري، فحافظ على معظم معاقله في محافظات الجانب الأوروبي لتركياوالمحافظات المطلة على بحر إيجة، وعلى رأسها محافظة أزمير، ثالث أكبر محافظة بعد كل من اسطنبولوأنقرة. كما هيمن على معظم الولايات المطلة على البحر الأبيض المتوسط، باستثناء أنطاليا ومارسين وأضنة، التي سيطر عليها جميعا حزب العدالة والتنمية بقيادة أحمد داوود أوغلو، رغم أنها كانت معاقل رئيسية لحزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية. الحركة القومية بقيادة دولت بهتشيلي، كانت الخاسر الأكبر، كما توقّعت عدة مراكز لسبر الآراء وخسرت كل المحافظات، على قلتها، التي سبق وأن فازت بها في انتخابات سابقة، سواء تلك التي في الغرب أو في الجنوب أو الوسط أو الشمال. وبخصوص حزب الشعوب الديمقراطي، فحافظ على معاقله في شرق وجنوب شرق تركيا، وفاز بأغلبية الأصوات في 12 محافظة ذات غالبية كردية.