شجبت الأحزاب السياسية الجزائرية بقوة، الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس وخلّفت مقتل 128 شخص، مبدية خشيتها من تعرض الجالية المسلمة بفرنسا لأعمال انتقامية. أدان التجمع الوطني الديمقراطي بشدة الهجمات الإرهابية التي شهدتها ليلة أول أمس العاصمة الفرنسية باريس، واعتبرها عملية ترهيبية تستهدف بالأساس القوى الداعية لمحاربة الإرهاب. وقال المتحدث باسم الأرندي ل”الخبر”، “الذين خططوا للعملية يستهدفون تخويف المجموعة الدولية، أما نحن في الجزائر فذلك لن ينقص من عزيمتنا كدولة وشعب في محاربة الإرهاب”. وأوضح شهاب بأن “انعكاسات هذا العمل الإرهابي ستكون وخيمة ومتعددة، وبالتأكيد، فإن توظيفه لن يقتصر على اليمين المتطرف، ولكن كل الأطراف في فرنسا وأوروبا، كل وأجندته وأهدافه”. مشيرا إلى “قناعة الأرندي بأن ما حدث سيدفع إلى تغيير سياسة الجوار الأوروبية وستكون له آثار على الهجرة”. من جهتها، قالت حركة النهضة في بيان لمكتبها الوطني، إنها تلقت باستنكار شديد العمليات الإرهابية التي مست العاصمة الفرنسية باريس والتي راح ضحيتها سقوط أرواح أبرياء. وأضافت أنها إذ تدين هذا الفعل الإجرامي الإرهابي الذي ألمّ بالشعب الفرنسي، فإنها تتقدم بالتعازي الخالصة لعائلات الضحايا، وتؤكد أن الإرهاب صار اليوم عابرا للقارات والأوطان لا دين له ولا جنسية له وأن المستهدف من هذه العملية بعد فرنسا هم المسلمون. وطالبت ب“حماية الجالية المسلمة في أوروبا خصوصا في فرنسا باستغلال هذه الأحداث للانتقام ورد فعل وشحن المنطقة بسياسات أكثر تشددا وتضييقا على المسلمين. بدوره، أدان الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني، الاعتداء الإرهابي، مبيّنا أن “الإسلام والمسلمين براء من قتل الأبرياء والاعتداء على الأرواح والممتلكات، في المقابل ندعو فرنسا إلى عدم المسارعة لإلحاق العمل بالإسلام أو المسلمين وخاصة المقيمين على أراضيها”. وأدان تجمّع أمل الجزائر الهجمات الإرهابية بفرنسا، ودعا لمعالجة ظاهرة الإرهاب “بمنظور سليم وفق مقاربة تكاملية صحيحة وشاملة غير مبتورة بعيدا عن التمييز وصراع الحضارات، مبرزا أنه “لا يمكن معالجة الظاهرة بالحل الأمني وحده، بل يجب أن يرفق بحلول اقتصادية واجتماعية وجيوستراتيجية من أجل إحلال العدالة والسلام في العالم”. وعبّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني، نور الدين بلمداح عن خشيته من تبعات الهجوم على الجالية الجزائرية في فرنسا، وقال في تعليق على صفحته بالفايس بوك”: “باب جهنم آخر فُتِح على جاليتنا المسلمة ليس فقط في فرنسا بل تداعياته ستصل لدول أوروبية أخرى”. مضيفا “الإرهاب لا دين له أحب من أحب وكره من كره وإن لم يجدوا من بين الإرهابيين جزائريا فسيبحثون أن أحدهم شرب القهوة مع جزائري منذ سنوات ليقولوا حرّضهم جزائري”.