أقدمت الإدارات العمومية والهيئات الرسمية على نكس الأعلام الوطنية بمختلف بلديات ولاية بجاية، كما أقدم مسؤولو الأفافاس على المستوى المحلي على نشر أعلام سوداء في جميع مقرات الحزب، للتعبير عن الحداد والحزن الذي خيم على كل سكان الولاية، خاصة أن آيت أحمد يبقى الشخصية الوحيدة التي توصف بالمرجعية الحقيقية لكفاح منطقة القبائل أثناء الثورة التحريرية. عمد مسؤولو الفروع البلدية إلى فتح مقرات الحزب لاستقبال تعازي المواطنين المتعاطفين مع الأفافاس والمحبين لشخص آيت أحمد، حيث فتحت سجلات التعازي، وشوهد مناضلون من أحزاب مختلفة يترددون على مقرات الأفافاس للتعبير عن تضامنهم مع الحزب وزعيمه الراحل. بعض المعزين شاطروا الرأي القائل إن آيت أحمد ظلمه رفاقه في السلاح حين حرم في المناهج التربوية، وحرموا أجيالا كاملة من معرفة شخص الزعيم التاريخي الذي ترأس المنظمة الخاصة التي مهدت للكفاح المسلح، وشارك في الهجوم على بريد وهران، وصال وجال في ربوع الجزائر من أجل استرجاع سيادتها، ومثل الجزائر وثورتها في مؤتمر باندونغ في أفريل 1955 بأندونسيا، ورفض توصيات مؤتمر طرابلس، وعارض التوجه الديكتاتوري للنظام الجديد، وظل يدعو إلى يوم وفاته لعقد مجلس تأسيسي تقوم على أساسه قواعد وثوابت الدولة الديمقراطية التي حلم بها الشهداء، وأشهد التاريخ أكثر من مرة أنه الجزائري الوحيد الذي رفض منصب رئيس الجمهورية لما عرض عليه. وفيما تقتصر نظرة الأجيال الحاضرة على صورة آيت أحمد التي تنشر خلال الحملات الانتخابية، فإن آخرين استحضروا تلك الصور القليلة والنادرة التي أخذوها مع الزعيم مع بداية التسعينات، لما عاد إلى الجزائر لمساعدة حزبه في الحملات الانتخابية، قبل أن يقرر الرحيل بعد اختياره المنفى، بعد أن تأكد أن آمال تحقيق الممارسة الديمقراطية في بلده ضئيلة جدا. من جهة أخرى، أقامت زاوية سيدي بوعزة ببلدية سيدي بن عدة في ولاية عين تموشنت صلاة ترحم على روح الزعيم حسين آيت أحمد، وأقيمت الصلاة بحضور السلطات الولائية والمنتخبين إلى جانب المواطنين. ويعرف سكان هذه الولاية الراحل جيدا، خاصة الشباب الذين يعتبرونه من أبرز قادة الثورة الجزائرية، وأحد منفذي الهجوم على بريد وهران في عام 1949 رفقة الرئيس الراحل أحمد بن بلة والمجاهد المرحوم عضو مجموعة 22 أحمد بوشعيب ابن عين تموشنت.