أقدم، مساء أمس، شرطي على إنهاء حياة صهريه بإطلاق 7 رصاصات من سلاحه الناري ببلدية سيدي موسى في العاصمة، إثر نشوب خلاف عائلي بينه والضحيتان ثم سلم نفسه لمصالح الأمن. وتباينت الروايات حول تفاصيل وقوع الحادث، في ظل رفض عناصر الشرطة الذي كانوا يعاينون الموقع ويحاصرونه، الإدلاء بأي تصريح كون التحقيق حول ملابسات الحادث المأسوي لا يزال متواصلا. وروى شاهد عيان ل "الخبر" كان على مقربة من مسرح الجريمة قائلا: " كان المكان شبه فارغ أثناء وقوع الحادث، نظرا للأمطار الغزيرة التي كانت تتساقط وقتها والرياح القوية التي كانت تعصف بالحي"، وواصل " سمعت دوي الرصاص، فهرعت صوب النافذة لمعرفة ما كان يدور بالخارج، فشاهدت الجاني يطلق الرصاص من مسدسه والضحية يهم بالفرار. ثم ركب الجاني سيارته وغادر". وأضاف : "لما نزلت إلى الشارع وجدت الضحية الأول جثة هامدة بعد أن لفظ أنفاسه ،متأثرا بطلقة نارية على مستوى رأسه، وكانت شقيقته، وهي زوجة الجاني، تقف في الشرفة باكية. أما شقيقه الضحية الثانية، فقد كان ملقى على بضعة أمتار يصارع الموت". وقال شاهد عيان آخر يقطن بالجوار، أنه لا يزال تحت الصدمة التي خلفها المشهد المروع الذي عايشه " تناهى إلى سمعي صوت طلقات نارية في حدود الساعة الخامسة ونصف، أظن أن عددها بلغ سبع طلقات، واستحال عليا تحديد مصدرها، وخيَل لي في بادئ الأمر أنها صادرة من مقر الشرطة الكائن بجوار الحي". وواصل الشاهد يسرد لنا وقائع الحادث قائلا : "خرجت الى بهو المحل الذي أشتغل فيه، فشاهدت شخصا قادما نحوي يسير بخطى متثاقلة والدماء تنزف منه". أمسك محدثنا عن الكلام ثم راح يبحث عن كلمات تمكنه من مواصلة تصوير المشهد الأليم الذي لا زال راسخا في مخيلته. وتابع : " لقد كان يسقط في الأرض ومن ثم يحاول جاهدا النهوض من جديد، وما هي إلا أمتار حتى خارت قواه واستسلم يلفظ أنفاسه بصعوبة على مقربة من المحل الذي اشتغل فيه". وظل الضحية حسب محدثنا، ملقا على الأرض لمدة فاقت العشرين دقيقة وهو يصارع الموت والدم يخرج من فمه، حتى فاضت روحه إلى بارئها. وحسب مصادرنا، فان الشرطي البالغ من العمر 50 سنة، استقر في حي النقيب ساعد بسيدي موسى، منذ حوالي 8 أشهر، قادما من مدينة بواسماعيل بولاية تيبازة، وقد سلم نفسه لدى مصالح الأمن في نفس اليوم الذي ارتكب فيه الجريمة.