تسببت الأمطار الغزيرة والثلوج المتساقطة بكثافة بمختلف ولايات الوطن، التي بلغ سمكها في البويرة المترين، وبسيدي بلعباس المتر، في العديد من الخسائر، فقد لقي شخص مصرعه وأصيب أزيد 21 جريحا في حوادث مرور مختلفة وقعت بكل من البويرة وخنشلة، فيما أصيب 6 أشخاص بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المنبعث من أجهزة التدفئة بالجلفة وبرج بوعريريج، بينما تم إجلاء مواطنين ومركبات علقوا وسط الثلوج. ففي البويرة، تسببت الثلوج المتساقطة على الولاية في وقوع 4 حوادث مرور، أدت إلى وفاة شخص وإصابة 11 راكبا آخر بجروح متفاوتة الخطورة، كان أخطرها الحادث الذي وقع، أول أمس، بالطريق السيار شرق غرب عند مستوى قرية “النسيس”، بعدما فقد السائق السيطرة على سيارته، فاصطدم بشاحنة تابعة لمصالح الأشغال العمومية، ما أدى إلى مقتل راكب وإصابة 3 آخرين بجروح بليغة. كما تسببت الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 30 والطريق الوطني رقم 15، الرابطين بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، مرورا ببئر اغبالو وذراع الميزان، وكذا الطريق الوطني رقم 33 العابر لمنطقة تيكجدة، أين قارب سمك الثلوج المتراكمة المترين عند مستوى منطقة “آسول”. وبالجلفة، أصيب شخصان ينحدران من حي “100 دار” بعاصمة الولاية، وتتراوح أعمارهما ما بين ال 26 و35 عاما، باختناق جراء استنشاقهما الغاز المتسرب من المدفأة بفعل الرياح القوية، وتم إنقاذهما بصعوبة من طرف مصالح الحماية المدنية التي بقيت وحداتها في جولات استطلاعية. أما بسطيف، فتدخلت السلطات لتوقيف جميع حركات الشاحنات والوزن الثقيل بالطريق الوطني رقم 9 تحسبا لأي انزلاق أو غلق للطريق بسبب الثلوج المتساقطة على الولاية، خاصة بالمناطق الشمالية للولاية التي فاق سمكها 40 سنتمترا، ما تسبب في انقطاعات كثيرة للتيار الكهربائي والغاز، وبالتحديد في منطقة ماوكلان أقصى شمال الولاية. وفي البليدة، تعرضت بنايتان عتيقتان بحي البرتقال بعاصمة الولاية إلى انهيار جزئي، بسبب تشبع أعمدة تلك البنايات وحيطانها وأسقفها بمياه الأمطار، ما أجبر المصالح المعنية على التدخل لإخلائها من السكان، خوفا من تسجيل انهيارات جديدة. كما تسربت المياه إلى داخل البنايات الفوضوية والهشة بحي دريوش في بوعرفة جنوب الولاية، كونها تقع بمحاذاة وادي الشفة. كما تسربت مياه الأمطار أيضا إلى البيوت بالعديد من الأحياء ببوعرفة والزوقاري وكتانغا ببلدية مفتاح، أجبرت الكثير من السكان على البقاء في مساكنهم. وفي ولاية خنشلة، أصيب 10 أشخاص بجروح في 3 حوادث مرور متفرقة، واحد منها وقع بمنطقة بولغمان، خلّف 5 جرحى بعد انقلاب مركبتي الضحايا. فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية لامتصاص مياه الأمطار المتسربة إلى بعض السكنات الهشة، بعاصمة الولاية وبلديتي تاوزيانت والرميلة، بينما حاصرت الثلوج رعاة في جبال بلدية طامزة، كما حاصرت الثلوج بعض الرعاة وهرع ذووهم إلى نجدتهم رغم صعوبة التضاريس. وبقسنطينة، تسببت الثلوج في غلق الطريق الاجتنابي للطريق السيار بمنطقة جبل الوحش الرابط ولايتي قسنطينة وسكيكدة، فقد وجدت عناصر الدرك الوطني صعوبة كبيرة في فتحه كونه يقع بأعالي بلدية قسنطينة. وفي ولاية برج بوعريريج، أدت حالة الجو والثلوج إلى انقطاع التيار الكهربائي في الجهة الشمالية للولاية، خاصة في المناطق النائية التي تشكو ضعف التيار الكهربائي وقدم الشبكة، وتدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء شخص حاصرته الثلوج ببلدية ثنية النصر، وإنقاذ 4 أشخاص أصيبوا باختناق ببلدية العناصر. أما بولاية جيجل، تسببت الأمطار الغزيرة في غمر مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، وتضررت خلالها عشرات الهكتارات من المزروعات، خاصة المتواجدة داخل البيوت البلاستيكية بسهول الطاهير والشقفة وجيمار والقنار، بعد فيضان كل من وادي النيل وسعيود، ما تسبب في إتلاف كميات معتبرة من الشتلات وكذا الخضروات المبكرة، وخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية جراء الرياح القوية. وشهدت ولاية سيدي بلعباس تساقط كميات هائلة من الثلوج، بلغ سمكها قرابة المتر ببعض المناطق، خاصة على مستوى المرتفعات الجنوبية المصنفة ضمن مناطق الهضاب العليا، نتج عنه انقطاع العديد من الطرقات، خاصة تلك المتواجدة بجنوب دائرة تلاغ، خاصة الطريق الوطني رقم 13 والطريق الوطني رقم 94 الرابط بين ولايتي سعيدة وتلمسان عبر تلاغ، ومرين جنوب الولاية.