دخلت قوات جيش النظام السوري، التابعة للرئيس بشار الأسد، مدينةَ تدمر الأثرية، وتستعد لاستعادة السيطرة عليها من مسلحي تنظيم “داعش”، حسبما نقلته وسائل الإعلام السورية الرسمية أمس الخميس. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من سيطرة قوات النظام على تلة استراتيجية على مشارف المدينة بعد أيام من القتال، حسبما نقلت وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وبث التلفزيون السوري مشاهد يبدو فيها أن الوحدات الحكومية تدخل الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، وقال أحد مراسلي التلفزيون إن الجيش “على وشك إعلان تطهير تدمر من إرهابيي داعش،” على حد تعبيره. وقام جيش النظام “بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها إرهابيو داعش، قبل سقوط عدد منهم قتلى وفرار الباقين باتجاه المدينة تاركين أسلحتهم”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”. كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، تابعت تقدمها باتجاه مدينة تدمر بعد سيطرتها على جبل الطار، غرب قلعة تدمر بحوالي 3 كيلومترات، وذلك بعد “القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش وتدمير تحصيناته في المنطقة”. يُذكر أن “داعش” دمر قوس النصر الأثري في مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص السورية في أكتوبر الماضي، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وقتها، نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن “داعش” قام بتفجير 3 أقواس في مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي. وتقع المدينة تحت سيطرة التنظيم منذ ماي 2015، ووردت العديد من التقارير عن تدمير المسلحين للمواقع الأثرية في المدينة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أورد من قبل أنباء عن مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في ضواحي تدمر الغربية. وتقع تدمر في موقع استراتيجي بين العاصمة دمشق ومدينة دير الزور الواقعة شرق البلاد. ودمر الإرهابيون معبدَين يرجع تاريخهما إلى أكثر من ألفي عام، الأمر الذي أثار استياء دوليا. ويعتقد أفراد تنظيم الدولة الإسلامية، الذين دمروا العديد من المواقع الأثرية المعروفة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام في دولة العراق المجاورة، أن مثل تلك المباني وثنية. وأدانت منظمة اليونسكو تدمير مدينة تدمُر واعتبرته جريمة حرب.