أكدت سارة سيوال، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية المكلفة بالأمن المدني والديمقراطية، أن واشنطن “تعمل ما بوسعها برفقة الدول الإفريقية للوقاية من عنف المتطرفين عبر القارة السمراء”، وخصَت بالذكر شرق إفريقيا ومنطقة الساحل. وذكرت سيوال في محاضرة ألقتها مؤخرا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الحكومة الأمريكية “اشتغلت على تأطير وتجهيز قوات عسكرية أجنبية، وعلى تبادل المعلومات وتكوين الأجهزة الشرطية بالبلدان الإفريقية، بهدف تعزيز الشروط الأمنية بالحدود”. وقالت إن “هذه المقاربة الأمنية في تعاملنا مع شركائنا الأفارقة معروفة لدى الجميع”. وأوضحت المسئولة الأمريكية بأن حكومة بلادها “تساعد شيوخ الدين وأئمة المساجد من أجل توظيف التأثير الذي يملكونه، عن طريق استعمال فايسبوك وتويتر والبريد الإلكتروني للوصول إلى جمهور واسع”، وأضافت بأن الحكومة الأمريكية “تبذل جهودا لترقية الحوار بين الأديان بهدف الحد من التوترات الطائفية التي غالبا ما تتخذ مطية للدعوة إلى العنف”. وأشارت سيوال في كلمتها إلى أن التنظيم المتطرف “داعش” يبحث عن “نقاط ارتكاز جديدة في إفريقيا. أما تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” فهو يعمل حسبها على توظيف الشعور بالإقصاء والتهميش في شمال مالي لصالح مخططاته الإرهابية، مشيرة إلى أن جماعة “بوكو حرام” تهتم باستمرار بمناطق شمال نيجيريا، حيث يعاني السكان من الفقر والحرمان من برامج التنمية الحكومية. وتابعت مسئولة الخارجية الأمريكية “لا يمكننا تجاهل تأثير الإيديولوجيات الدينية العنيفة التي تلهب المشاعر وتنزع الإنسانية عن البشر. فتنظيما الشباب (الصومال) وبوكو حرام مثلا يبرران لجوءهما إلى العنف بتفسيرات سلفية غريبة”. ولاحظت بأن عددا كبيرا من قيادات “الشباب” أصبحوا متطرفين بسبب تكوين ديني بمدارس محافظة بالشرق الأوسط. وقالت سيوال “من أجل مستقبل إفريقيا والأمن في العالم، لا بد من قهر هذه الجماعات التي تعيق طموح إفريقيا إلى النمو الاقتصادي، وإلى خدمات صحية وتعليم النساء”.