ابتلعت السدود والبرك والوديان المائية لهذه الصائفة نحو 10 أشخاص، وأضحت مأساوية تؤرق وترعب سكان المناطق الداخلية للولاية كلما حل موسم الحر في ظل انعدام أماكن الترفيه والمسابح. ويبقى شبح الغرق في مياه السدود والبرك المنتشرة عبر العديد من بلديات المدية، يحصد أرواحا من أطفال وشباب وجدوا أنفسهم مرغمين على التوجه إلى مثل هذه الأماكن الخطيرة، فرار من لهيب حرارة الشمس ومن روتين يومياتهم المملة والقاتلة. وتضطر مصالح الحماية إلى الاستنجاد بالغطاسين وقضاء ساعات طويلة من أجل انتشال جثة طفل أو شاب أخذته متعة العوم والإحساس بالنشوة في ظل حرارة ضيق شديدة إلى الموت. وفي الأسبوع الأخير من أيام شهر رمضان الكريم، لقي شابين حتفهما بكل من سد العذرات بالعمارية وإحدى البرك المائية ببلدية سيدي نعمان، ويحدث ذلك رغم الحملات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها ذات المصالح على مدار السنة. ويقضي هؤلاء أوقاتهم في السباحة داخل هذه السدود والبرك المائية المخصصة للسقي، رغم خطورتها ورغم الدوريات التي تقوم بها مصالح الدرك في هذه المجمعات المائية. وتبقى الجهة الشرقية للولاية أكبر المناطق التي تسجل غرقى، حيث بلغ عددهم 25 حالة غريق في الخمس سنوات الماضية راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر أغلبهم متمدرسون. ويبقى حلم شباب بني سليمان تابلاط القلب الكبير وسيدي نعمان الواقعة في الجهة الشرقية بالمدية، معلق على مشروع إنجاز الحديقة المائية بالقطب الحضري الجديد وسط مدينة بني سليمان الذي حسب صاحب هذا المشروع لقي موافقة من اللجنة الولائية منذ قرابة ثلاث سنوات، إلا أنه ما يزال في انتظار استدعائه من قبل اللجنة للاستثمار للموافقة النهائية على إنجاز هذا المشروع الذي يوفر 250 منصب شغل دائم للشباب البطال.