سلم الوزير الأول عبد المالك سلال هذا الثلاثاء بالرياض رسالتين خطيتين من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة, إلى خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد سلم الوزير الأول هاتين الرسالتين خلال الاستقبال الذي خصه به العاهل السعودي بقصر اليمامة بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية, عبد القادر مساهل, وزير الصناعة والمناجم, عبد السلام بوشوارب, وزير الفلاحة والتنمية الريفية, عبد السلام شلغوم, ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة.
وتتعلق الرسالة الأولى بتعزية العاهل السعودي في وفاة شقيقه الأمير تركي بن عبد العزيز الذي تولى عدة مسؤوليات من بينها وزير الدفاع في المملكة، أما الرسالة الثانية فهي "رسالة محبة وأخوة وسلام" نقل خلالها السيد سلال "التحيات الأخوية" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز, حسب ما علم لدى مصدر دبلوماسي جزائري بالرياض.
وقد سمحت المحادثات التي دارت بين الجانبين بتقييم العلاقات الثنائية ودراسة السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها في شتى المجالات, بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال تواجده بالعاصمة السعودية، سيشارك الوزير الأول في منتدى اقتصادي يخصص لتشجيع المتعاملين الاقتصاديين بالبلدين على تطوير الاستثمار المنتج وتكثيف مبادرات الشراكة الكفيلة بتعزيز علاقات الأعمال القائمة بينهما.
وكان الوزير الأول، عبد المالك سلال قد حل مساء أمس الاثنين بالرياض في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية تدوم يومين تندرج في إطار اللقاءات الدورية للحوار والتشاور بين مسؤولي البلدين، حيث
استقبله بمطار الرياض الدولي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وكان الوزير الأول قد أكد بهذا الخصوص أن المملكة العربية السعودية "شعبا وقيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لها مكانة خاصة في قلوب الجزائريين"معتبرا أن العلاقات السياسية بين الدولتين "ممتازة في إطار تشاور وتنسيق مستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في الفضاءات العربية والاسلامية والدولية".
أبرز سلال تطلع البدين للارتقاء بتعاونهما الثنائي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية بالنظر للإمكانيات وفرص التكامل المتوفرة لديهما والإرادة السياسية التي يتحلى بها كل من الرئيس بوتفليقة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتطوير وتنويع علاقاتهما الثنائية بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وذكر على وجه التحديد مجالات التعاون والشراكة التي يمكن بشأنها إقامة شراكات ومشاريع مشتركة منها المحروقات والبتروكيمياء والفلاحة والصناعة واقتصاد المعرفة والسياحة وهي كلها قطاعات تدعم الحكومة الجزائرية الاستثمار فيها بتسهيلات متعددة.
وجدد سلال التزام الجزائر ببذل "كل الجهود" لتذليل العقبات التي قد تعترض المستثمرين السعوديين مع الحرص على توفير"الظروف الملائمة" لترقية الاستثمار ورفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين.وكان البلدان قد وقعا في ختام أشغال الدورة 11 للجنة المشتركة التي انعقدت في ديسمبر 2015 بالرياض على عدة اتفاقات تعاون تخص مجالات النقل البحري والأسواق المالية والتخطيط والاستشراف والاحصائيات.
وناقش مجلس الأعمال الجزائري-السعودي المنعقد في دورته الثامنة في مارس المنصرم بالجزائر حوالي 12 مشروع شراكة بين متعاملين خواص من البلدين بقيمة 2 مليار دولار.
وقد تم التأكيد على ضرورة أن تكون المبادلات التجارية الثنائية في صالح البلدين في إشارة إلى العجز التجاري الكبير الذي يسجله سنويا الميزان التجاري الجزائري مع السعودية.
وقد سجلت التبادلات التجارية بين البلدين ما قيمته 619 مليون دولار في 2015 ، حيث بلغت قيمة الواردات الجزائرية ما يفوق 612 مليون دولار.وتوجد حاليا أربعة مشاريع شراكة قيد الدراسة بين البلدين تخص إنشاء مستشفى طبي خاص ومشروع لتصنيع الضمادات الطبية وأخر لصناعة المشروبات، إضافة إلى مشروع شركة لصنع آلات ميكانيكية عالية الدقة.