ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي يوم الاثنين لكنها تراجعت لاحقا في معاملات ما بعد التسوية مع فقد السوق الثقة في أن تكفي تخفيضات أوبك لتقليص تخمة المعروض العالمي في ضوء زيادة أنشطة الحفر بالولايات المتحدة. كان الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط ارتفع مبكرا ثم قلص مكاسبه بعد الظهر ليتحدد سعر التسوية عند 51.79 دولار للبرميل بزيادة 11 سنتا تعادل 0.21 بالمئة. وتراجع السعر بعد ذلك إلى 51.11 دولار. وأغلق خام برنت عند 54.94 دولار للبرميل مرتفعا 48 سنتا أو 0.88 بالمئة ثم تراجع إلى 54.22 دولار للبرميل. يشير تراجع يوم الاثنين إلى توقف محتمل في موجة الصعود التي رفعت السوق 19 بالمئة منذ إبرام اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول يوم الأربعاء. وزيادة الأسبوع الماضي البالغة 12.2 بالمئة هي الأكبر لأسبوع واحد منذ فبراير 2011. والتحدي الكبير أمام تعافي أسعار النفط هو التحكم في زيادة المعروض، حيث تبين أحدث البيانات أن مهمة منظمة البلدان المصدرة للبترول ستكون أصعب للامتثال إلى خطة خفض الإمدادات بدءا من 2017 في إطار أول اتفاق لتقليص الإنتاج تبرمه المنظمة منذ 2008. وزاد معروض أوبك إلى 34.19 مليون برميل يوميا في نوفمبر من 33.82 مليون برميل يوميا في أكتوبر وفقا للمساح المستمد من بيانات الشحن ومعلومات مصادر بالقطاع. وبناء على نتائج نوفمبر تكون أوبك قد ضخت 1.69 مليون برميل يوميا فوق هدف 32.50 مليون برميل يوميا الذي اتفقت الأسبوع الماضي على تبنيه من جوان 2017 إثر التوصل إلى اتفاق مبدئي في سبتمبر أيلول. وزاد المعروض منذ تخلت أوبك في 2014 عن دورها التاريخي المتمثل في تغيير الإنتاج لرفع الأسعار مع قيام السعودية والعراقوإيران بضخ المزيد. وارتفع الإنتاج أيضا بسبب عودة إندونيسيا في 2015 والجابون في يوليو تموز إلى عضوية المنظمة. ومعروض نوفمبر، باستبعاد الجابون وإندونيسيا، 33.23 مليون برميل يوميا وهو الأعلى منذ 1997. وفي اجتماع الأسبوع الماضي أعادت إندونيسيا تعليق عضويتها. وساهمت أنجولا بأكبر زيادة للمعروض في نوفمبر تشرين الثاني مع انتهاء أعمال الصيانة بمرافق إمدادات خام داليا. وارتفع الإنتاج أيضا في العراق نظرا لصادرات قياسية رفعت المعروض إلى 4.62 مليون برميل يوميا في نوفمبر . وضخت إيران - المسموح لها بزيادة الإنتاج بموجب اتفاق أوبك بسبب العقوبات التي قلصت معروضها - 40 ألف برميل يوميا إضافية. وزاد إنتاج إندونيسيا عشرة آلاف برميل يوميا. وارتفع إنتاج كل من ليبيا ونيجيريا المعفيتين من خفض المعروض بسبب الصراعات التي نالت من إنتاجهما. وعلى صعيد الدول التي تراجع إنتاجها كان أكبر انخفاض من نصيب السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم نظرا لتراجع استخدام الخام في محطات الكهرباء لتغذية مكيفات الهواء وتراجع الأنشطة بمصافي التكرير.