كان يوم أمس أسودا على سكان البنايات الهشة عبر العديد من الولايات جراء الأمطار الطوفانية التي لم تتوقف منذ ليلة أول أمس، تحولت إلى وديان امتدت سيولها إلى المنازل والطرقات، أهمها ما حدث، أمس، بالطريق السيار بنقطة العفرون. كما انهارت سكنات بفعل غزارة الأمطار، بينما خلّفت الثلوج مقتل سيدة حامل بتيسمسيلت توفيت على الفور عقب انهيار بيتها بسبب كثافة الثلوج ليعثر عليها جثة هامدة. ففي تيسمسيلت أدى تساقط الثلوج وتراكمها، أمس، في المناطق المرتفعة بتيسمسيلت، إلى وفاة سيدة حامل وإصابة شيخ بجروح، بينما نجت عائلات من انهيارات صخرية، كما أدت فيضانات الأودية إلى قطع القناة الرئيسية التي تزوّد 10 بلديات بمياه الشرب وتضرّر كبير لأحد الجسور. وأفادت مصادر موثوقة ل"الخبر"، أن امرأة تبلغ من العمر 33 سنة وحامل في شهرها السادس تقيم في أحد البيوت الفوضوية بحي سيدي بن جلول في مدينة ثنية الحد، عُثر عليها جثة هامدة تحت أنقاض بيتها الذي انهار بسبب تراكم الثلوج ليلة الاثنين إلى الثلاثاء. وفي حي "لوز" بذات المدينة، انهار سقف بيت قديم على شيخ أصيب على إثرها بجروح تم نقله إلى المستشفى. وذكرت مصادر مطلعة من بلدية برج بونعامة، أن انهيارات صخرية استهدفت بيوتا وألحقت بها بعض الأضرار، ولحسن الحظ لم تخلّف إصابات في وسط قاطنيها. وفي بلدية سيدي بوتشنت، أكثر المناطق تضررا من موجة الثلوج التي تجاوز سمكها المتر، لا تزال الكثير من العائلات محاصرة بالثلوج ومعزولة عن العالم الخارجي.
الأمطار تتسبّب في قطع الطرقات تسبّب انجراف للتربة وانهيار جدار لموقف للسيارات تابع لقاعة الحفلات بحي رأس قلوش بالمدية، إثر تسرب مياه الأمطار إلى هذه الأخيرة، في تحطّم شبه كلي ل 08 سيارات كانت مركونة على مستوى موقف السيارات الخاص بقاعة الحفلات ولم تسجل أية خسائر بشرية . كما تسببت الأمطار التي تهاطلت بغزارة، في ارتفاع مستوى المياه بواد الشفة، أين غمرت الطريق على مستوى النفق الأول وتسبّبت في تعطيل حركة المرور، فيما سجلت الشركة الصينية المكلّفة بإنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم واحد على مستوى الشفة، خسائر مادية كبيرة في العتاد بعدما جرفته مياه الوادي.
المياه تحاصر عائلات وإجلاء 70 شخصا بالحي العسكري في القليعة وفي تيبازة، تجدد أمس، سيناريو الفيضانات عبر عدة نقاط بالولاية، وشهد الطريق الوطني رقم 11 منذ الصبيحة انغمارا بالسيول المحملة بالطمي والقادمة من الجهة العلوية للمدينة، مرورا عبر مقر مديرية البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مع أن هذه الجهة من المدينة كانت قد عرفت تجسيد مشروع لحمايتها من الفيضانات. وبحي لاحول عبد القادر بسيدي راشد، تدخّلت الحماية المدنية لاستخراج المياه من 10 سكنات وتحويل مجرى الوادي، كما تم إجلاء 10 عائلات متكونة من 70 شخصا، جراء ارتفاع منسوب المياه داخل المنازل بالحي العسكري بالمنطقة الصناعية بالقليعة، واستخراج مياه من داخل كوخ بوادي مزفران، كما تدخلت مصالح البلدية لإجلاء عائلة بالقليعة، فيما وجد سكان مزرعة سي الزوبير بحجوط أنفسهم محاصرين داخل المنازل بسبب ارتفاع منسوب مياه الوادي.
إنقاذ 15 شخصا بعدما غمرت مياه الأمطار مركباتهم ومساكنهم وفي مستغانم تمكّنت عناصر الحماية المدنية، خلال 24 ساعة الأخيرة، من إنقاذ وإخراج 15 شخصا، بعدما غمرت المياه مركباتهم ومساكنهم بفعل الأمطار الغزيرة. كما تم إنقاذ وإجلاء عائلة متكوّنة من 5 أشخاص حاصرتهم مياه الأمطار بمسكنهم المتواجد ببلدية حاسي ماماش, كما تم إجلاء شيخ يبلغ من العمر 70 سنة أصيب بجروح خفيفة إثر انهيار جزئي لسقف غرفة بمنزل قديم بحي سيدي يعقوب بتجديت، مستغانم، فضلا عن 25 عملية امتصاص للمياه في أماكن مختلفة بإقليم الولاية.
فيضان الأودية يجرف مساكن وإصابات في انهيارات بالبليدة وفي البليدة، جرفت قوة المياه الجارية 5 سكنات هشة بالكامل، وسبّبت انهيارات في البنايات العتيقة أصيبت فيها سيدة عجوز في الظهر، وتوقفت حركة المرور عبر الطريق السيار شرق غرب، وأجبرت عائلات اللجوء لمساجد للاحتماء بها، هروبا من فيضان الأودية. وتمكّن أعوان الإنقاذ من نجدة سيدتين غمرت مياه الأودية سيارتهما، وكادت أن تجرفهما. وبقرية 50 في بوعرفة، اضطرت عائلات الفرار من سكناتها واللجوء للمساجد للاحتماء بها. أما بقرية أولاد حميدان، مكّن تدخل أعوان الحماية من إنقاذ حوالي 20 عائلة أيضا، وأدى سقوط أشجار عملاقة في الشريعة إلى انهيار 3 شاليات وسد الطريق.
سقوط صخرة من منحدرات جبل زكار تسبّب في شل حركة المرور وفي عين الدفلى، أفادت مصادر من الحماية المدنية، أن عدم توقّف تهاطل الأمطار خلال هذه الأيام، تسبّب في سقوط جسر على واد بوراجع بالمنطقة الحاملة لذات التسمية على بعد أكثر من خمس كيلومترات عن مقر البلدية في شل الطريق الولائي المؤدي إلى منطقة سيدي رابح بأقصى نقطة بإقليم البلدية بالحدود المتاخمة لولاية المدية، مما أدى إلى عزل السكان وحال دون وصول الفلاحين الذين يمارسون نشاط تربية الدواجن بمنطقتي بوراجع وتيغزرت إلى إسطبلاتهم. كما عرف الطريق الولائي الرابط بين الخميس ومليانة، سقوط صخرة كبيرة من منحدرات سفح جبل زكار، مما تسبّب في شلّ حركة المرور لعدة ساعات، قبل تدخّل عمال الأشغال العمومية، الذين تمكنوا من إزاحة الصخرة وفتح الطريق، قبل أن تتكرر الحادثة أمس من جديد بعد سقوط صخرة أخرى على ذات المحور.
نزلاء الشاليات في برج منايل وسيدي داود وبودواو يعيشون الجحيم وفي بومرداس، عاش نزلاء الشاليات في برج منايل وسيدي داود وبودواو الجحيم. وقال عدد من نزلاء شاليات سيدي داود، إن نفس المشهد يتكرر مع كل فصل شتاء، فتسرب مياه الأمطار إلى داخل الشاليات يسرق النوم من جفوننا. من جهتهم، سكان خميس الخشنة، أطلقوا نداء استغاثة للسلطات من أجل إنقاذ العديد من الأحياء التي تغرق مع تساقط كميات من الأمطار، في حين أن التحرك داخل المدينة يصبح من المستحيلات بفعل غياب مجاري صرف مياه الأمطار وغياب التهيئة على جل الأحياء والطرقات. وعاش مرتادو الطريق الوطني رقم 25 في الحدود بين بلديتي بغلية وتادمايت، أمس، جحيما مروريا بفعل استحالة قطع نحو 50 مترا من الطريق بعد أن غمرتها المياه. ونفس الشيء في الطريق الوطني رقم 24 على مستوى قرية السوانين، في حين أدت حوادث المرور إلى حركة جد بطيئة على مستوى الطريق الوطني رقم 12 بشي مصطفى وبرج منايل وكذا الطريق الوطني رقم 5 على مستوى بلدية تجلابين.
انهيار جسر بالأخضرية بفعل سيول الواد في البويرة وخلّفت الأمطار الطوفانية والرياح القوية التي شهدتها ولاية البويرة، أمس، انهيار جسر ببلدية الأخضرية يربط المدينة بقرية المهون عبر واد بوعمود، مما سبّب عزلة تامة للقرى والمناطق المحاذية لها، متسبّبا في حالة من الغضب والتذمّر من سياسة الترقيع المنتهجة من طرف المسؤولين المحليين. كما تسببت الأمطار في غلق الطريق الوطني رقم 18 بمنطقة زيان، مما سّب شللا في حركة السير إلى غاية تدخّل أعوان الأشغال العمومية. وبالموازاة مع ذلك، فقد تسبّبت السيول في هجرة العديد من قاطني الأحياء القصديرية لمنازلهم، خاصة بحي ذراع الخميس بالبويرة وحي المقبرة بعين بسام بسبب ولوج الأمطار لمنازلهم وتخوّفهم من سقوط الصفائح على رؤوسهم.