تسبّب فرانسوا بلاكار في خلاف حاد بين وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بسبب ماضي التقني الفرنسي الذي يجعل منه اليوم رمزا من رموز التمييز وأحد دعاة العنصرية في الوسط الكروي، منذ أن اقترن اسمه منذ الثامن من شهر نوفمبر 2010 بفضيحة "الكوطات" التي تفجّرت في فرنسا، حينما كان بلاكار مديرا فنيا وطنيا في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. سارع الهادي ولد علي إلى تبرئة نفسه من خطوة خير الدين زطشي بدعوة المدير الفني الوطني الفرنسي فرانسوا بلاكار إلى الجزائر، وحرص الوزير على تجنّب تبعات خيار رئيس "الفاف" وتخلى عنه في تصريحات رسمية، لما يحمله خيار التعاقد مع تقني أجنبي متورّط في قضية عنصرية من إهانة وغضب جماهيري وإقرار بانعدام بُعد النظر في التسيير، حتى يتحاشى الوزير أي انتقادات أو تبعات لسياسة زطشي، اقتناعا منه بأن الرأي العام الرياضي سيحاسبه على أخطاء رئيس "الفاف" الذي فرض عليهم يوم الجمعية العامة الانتخابية بتاريخ 20 مارس 2017. ولم يكتف ولد علي بتوريط زطشي، بل جسّد رفضه التعاقد مع بلاكار، بمنع التقني الفرنسي من القيام بزيارة للمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الرياضية، معلنا أن الوزارة لم تكن على علم بقدوم بلاكار إلى الجزائر ولا حتى تعاقده مع "الفاف" لإعادة هيكلة المديرية الفنية الوطنية، حيث ركّز الوزير في تصريحاته الإعلامية على قضية تورط بلاكار في فضيحة التمييز والعنصرية في فرنسا، مشيرا "لم تكن مصالح الوزارة على علم بقدوم بلاكار، وبلغنا بأن هذا الأخير متورط في قضية عنصرية حين كان على رأس المديرية الفنية الوطنية الفرنسية، أقول هذا بكل تحفظ، لكن إذا ثبُت ذلك، فليس للتقني الفرنسي ما يفعله في الجزائر"، مضيفا "يمكن التأكد من صحة المعلومات، ورئيس "الفاف" تربطه علاقات وطيدة بنظيره من الاتحادية الفرنسية، ومن السهل تسليط الضوء على هذه القضية، وإذا ثبت أن بلاكار متورط في قضية الكوطات، فهذا يعني أنه تصرّف عنصري غير مقبول". موقف وزير الشباب والرياضة من خيار رئيس الاتحادية يمنح صورة أكثر وضوحا عن حقيقة خليفة روراوة على رأس "الفاف"، فقضية فرانسوا بلاكار هي فضيحة من جملة عدة فضائح تلاحق زطشي منذ توليه رئاسة الاتحادية، وتجعل منه رئيسا بمواصفات مسير هاو تجاوزته الأحداث، وكثرت أخطاؤه التي دفعت حتى بالوزير الذي سانده وداس على القانون من أجله يتراجع بخطوات نحو الخلف، في موقف ينذر بإمكانية مراجعة الهادي ولد علي حساباته بخصوص الدعم المطلق لرئيس "الفاف"، في ظل النكسات التي تعيشها الكرة الجزائرية والفوضى التي ضربت الاتحادية منذ مجيء رئيس أكاديمية بارادو. "الخرجة الإعلامية" الجديدة للوزير هي حلقة أخرى من حلقات الصراع الخفي بينه وبين زطشي بسبب تعمد الأخير ممارسة صلاحياته دون استشارة المسؤول عن القطاع، ما أثار سخط ولد علي الرافض لتحييده من طرف من وضعه على رأس الاتحادية خلفا ل"الإمبراطور" محمد روراوة، فقد سبق لولد علي التعبير عن غضبه لعدم "استشارته" في عدة قضايا منها قضية المدرب الوطني حتى يُجبر رئيس "الفاف" على الانصياع لأوامره، غير أن تعنت زطشي وكثرة أخطائه هي التي ستفجّر العلاقة بينه وبين الوزير وتجعله يخسر دعمه له، وستكون قضية بلاكار بمثابة القطرة التي ستفيض الكأس لا محالة.