تجاوزت الطبيبتان المقيمتان بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدويرة ، مرحلة الخطر بعد خروجهما من غرفة العناية المركزة كانت قد أدخلتا إليه إثر تعرضهما للاختناق بغاز أحادي الكربون المنبعث من جهاز التدفئة بشقتهن ببلدية الدويرة في حادثة أدت إلى وفاة زميلتين لهما وطبيبة بيطرية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وفقا لما أكده اليوم الخميس المدير العام للمركز الاستشفائي. وأوضح مصطفى حمومو لوكالة الأنباء الجزائرية إن الطبيبتين المقيمتين بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدويرة(غرب الجزائر العاصمة) و اللتين تعرضتا للاختناق بغاز أحادي الكربون المنبعث من جهاز التدفئة بشقتهن رفقة زميلات لهن "تجاوزن مرحلة الخطر بخروجهما من غرفة الإنعاش" ، إذ ينتظر أن تغادر إحداهن المستشفى عشية اليوم فيما يتوقع مغادرة زميلتها المستشفى الأحد المقبل بعد أن تحسنت حالتها الصحية. وقال المتحدث على هامش وقفة ترحم وتضامن قام بها نحو 200 طبيب مقيم اليوم بباحة مستشفى الدويرة إن "الحادثة الأليمة" و التي راح ضحيتها طبيبتين مقيمتين بالمستشفى إلى جانب شقيقة إحدى الطبيبتين والتي تعمل طبيبة بيطرية كانت بمثابة الفاجعة لجميع زملاء الطبيبتين، مؤكدا تضامن الجميع مع عائلة الضحايا. وسجل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفيسور مختار حسبلاوي حضوره رفقة الأطباء المقيمين وجميع العاملين في مستشفى الدويرة خلال دقيقة صمت وترحم على أرواح ضحايا حادثة الدويرة ، كما تنقل إلى غرفة الطبيبتين اللتين تتلقيان العلاج بذات المستشفى للاطمئنان عليهما معربا عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهن. من جهته قال الدكتور خضراوي أسامة ممثل الطلبة المقيمين بمستشفى الدويرة إن زملاء لهم من جميع ولايات الوطن تنقلوا إلى الدويرة من أجل مواساة زملائهم و الاطمئنان على الطبيبتين الناجيتين من حادثة أول أمس، كما عبر عن دعم و تضامن كافة الأطباء المقيمين و جميع العاملين بالمستشفى و القطاع الصحي لعائلات الضحايا الذين فجعوا بفقدان "بناتهم و أخواتنا" إثر هذا الحادث المأساوي. يذكر أن مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر كانت قد سجلت ليلة أول أمس حادثة اختناق بالغاز في حدود الساعة التاسعة مساء بشقة تقع بتعاونية الفتح ببلدية الدويرة راح ضحيتها ثلاث سيدات فيما تم نقل اثنتين في حالة حرجة لتتم متابعة وضعيتهما بغرفة الإنعاش بمستشفى الدويرة. و تبين أن الضحايا اللواتي أجرن شقة بتعاونية الفتح المحاذية لمستشفى الدويرة تتراوح أعمارهن بين 32 و 38 سنة هن أربع(04) طبيبات مقيمات بالمركز الاستشفائي الجامعي بالدويرة إضافة إلى شقيقة إحداهن وهي طبيبة بيطرية وهي الضحية الخامسة (متوفية رفقة شقيقتها)، وتعمل الطبيبات المقيمات بمصالح طب المفاصل وجراحة الحروق وجراحة العظام وتنحدرن من ولايات الجلفة و المدية وعين الدفلى فيما تمت عملية تحويل جثامين الضحايا يوم أمس إلى مقر سكناهن، حسب ما أكده المدير العام للمستشفى . وكانت وزارة الصحة قد أعلنت الأربعاء عن تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا عقده أمس مع ممثلي الأطباء المقيمين إلى الأسبوع المقبل، إثر الحادث المأساوي الذي أودى بحياة طبيبتين مقيمتين و إصابة أخرى بالمركز الاستشفائي للدويرة، مثلما أوضحته الوزارة في بيان لها. ويندرج اللقاء المؤجل ضمن سلسلة الاجتماعات التي شرعت وزارة الصحة في عقدها مع الأطباء المقيمين في إطار اللجنة القطاعية المكلفة بهذا الملف، بغية إيجاد مخرج للانسداد الذي يتواصل منذ نحو خمسة أشهر نتيجة إضراب هؤلاء الأطباء من خلال حلول توافقية ترضي جميع الأطراف.