حاصرت مياه الوديان العديد من عائلات البدو الرحل بين إقليمي بلديتي تمزقيدة وذراع السمار في المدية طيلة اليوم ، كما قضت ليلة السبت إلى هذا الأحد تحت رعب أجتياز مجاري تلك الأودية ومن بينها وادي حربيل الذي آضطرت مع هول تدفق مياهه،إلى أستعمال الحبال للتنقل بين ضفتيه ولجر مئات من رؤوس أغنامهم عبورا إلى بر الأمان. "كما ترون لاسبيل إلى المرور عبر مياه الوادي دون المجازفة،قضينا ليلة بيضاء بعد أن عبثت الرياح والأمطار بعدة خيم لن نجد معها سوى أنتظار الصباح أو الإستنجاد بديار مهجورة بالضفة الأخرى لمن أستطاع آجتياز مياه الوادي " يقول ز.مهيري أحد البدو الرحل وجدناه مغادرا بمفرده بالمكان المسمى مقطع الثلاثة على الطريق الرابط بين بلدية تمزقيدة شمالي المدية وعين الدم في بومدفع بولاية عين الدفلى. العائلات التي آنتشرت خيامها بمناطق بودريسة،مقطع الثلاثة والمزاوغية،كانت قد حطت رحالها قبل أيام فرارا من الجفاف وتصحر المراعي طوال أشهر خلت قادمة أغلبيتها من المناطق السهبية لولاية الجلفة على أمل وفرة الكلإ لقطعان الأغنام التي قال محدثنا بأنها عانت الكثير من نقص الأعلاف . لتجد نفسها معزولة عن العالم الخارجي في ورطة مأساوية تعيسة بين مجرى الوديان،في آنتظار تحسن الأحوال الجوية،دون أن يخفي محدثنا تفاؤله بربيع قد يعوض تلك العائلات الخسائر المعتبرة التي تكبدها البدو الرحل خلال أشهر الجفاف .