انتقد عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، في مشاركة له على صفحته الرسمية على موقع الفايسبوك، أمس، تيار السلفية المدخلية التي يتزعمه علي فركوس، مبطلا ما أفتى به هذا الأخير مؤخرا حول صحة إسلام الجزائريين الذين لا ينتمون إلى تيار طائفته. وقال جاب الله في هذا الصدد، مستندا إلى مقدمات من النصوص القرآنية والأحاديث وأثر الصحابة والعلماء المشهود لهم بالعلم والأتباع، إن الذين يحصرون الإسلام في الكتاب والسنة، يبنون فتاواهم وأفكارهم وسيرهم على باطل، وتابع جاب الله موضحا بأن "من قال بحجية الكتاب والسنّة والإجماع، فهو من أهل السنّة والجماعة، وأنّ كل من خالف الكتاب أو السنّة أو الإجماع، فقوله باطل ومردود عليه، وبهذا يتضح بطلان من ذهب لحصر أهل السنّة والجماعة في فئة محدودة من فئات جمهور الأمّة بلا سند من دليل ولا ظل منه، وإنّما بمحض الهوى والحسابات الحزبية الضيقة"، في إشارة واضحة إلى علي فركوس الذي يتردد عن استقالته من إرشادية التيار المدخلي السلفي. وفي مشاركته في الفايسبوك، استعرض عبد الله جاب الله، الذي آثر الرد على رموز المدخلية، بأتباع منهج المؤسس على النصوص الفقهية الدينية وما ينقل عن شيوخ التيار السلفي مثل ابن تيمية، وغيره، خلافا لزملائه الإسلاميين الآخرين الذين ردوا بردود ذات صبغة سياسية خالية من التأسيس "الشرعي"، حيث كتب جاب الله: "إنّ الأصل في كل الأصول هو الاتفاق على أن المرجعية العليا في فهم الدين وفي التشريع، لتنظيم الحياة وتسييرها وضبط المواقف والعلاقات في جميع الأحوال والأوضاع والظروف، هي الكتاب أولاً، والسنّة ثانيًا، والإجماع ثالثًا.. وأهم إجماع هو إجماع الصحابة، رضي الله عنهم، فما أجمعوا عليه وجب إتّباعه، وما اختلفوا فيه وجب احترامه وعدم الخروج عن مجموع ما صدر عنهم من أقوال". وأضاف: "وهذا الأصل هو ما كان عليه التابعون وسائر كبار علماء الأمة، وفي مقدمتهم الأئمة الفقهاء الأربعة وهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل، وغيرهم من سائر الأئمة في تلك الحقب الزمنية كالثوري والأوزاعي والليث بن سعد وداود الظاهري والخطيب ومن عاصرهم أو جاء بعدهم". ويرى جاب الله أن هذه المذاهب والمدارس اشتهرت بأنّها مذاهب أهل السنّة والجماعة، ولذلك قال ابن حزم في تعريف أهل السنّة: "أهل السنّة هم الصحابة رضي الله عنهم، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن أتبعهم من الفقهاء جيلاً فجيلا إلى يومنا هذا، أو من اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم. ولدى تفصيله لهذا الجانب، يستشهد جاب الله بما قاله ابن تيمية في هذا الجانب: "ومذهب أهل السنّة والجماعة مذهب قديم معروف قبل أن يخلق الله أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد، فإنّه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيّهم، ومن خالف ذلك كان مبتدعا عند أهل السنة والجماعة، فإنهم متفقون على أن إجماع الصحابة حجة ومتنازعون في إجماع من بعدهم". وأضاف مستدلا بكلام ابن تيمية، أن "أهل السنّة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم، وأمّا الفرق الباقية فإنّهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية، فضلا عن أن تكون بقدرها، بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلّة، وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنّة والإجماع، فمن قال بالكتاب والسنّة والإجماع، كان من أهل السنّة والجماعة". وخلص عبد الله جاب الله، المحسوب على تيار الإسلام المعتدل، إلى التأكيد على أن كلام ابن تيمية ومعه ابن حزم، كلام واضح ومفاده أنّ أهل السنّة والجماعة هم جمهور المسلمين الواسع، وأنّ كل من قال بحجية الكتاب والسنّة والإجماع، فهو من أهل السنّة والجماعة، وأنّ كل من خالف الكتاب أو السنّة أو الإجماع، فقوله باطل ومردود عليه، مشددا على "بطلان قول من ذهب لحصر أهل السنّة والجماعة في فئة محدودة من فئات جمهور الأمّة بلا سند من دليل ولا ظل منه، وإنما بمحض الهوى والحسابات الحزبية الضيقة.
من جهة أخرى، قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إن على الشباب الجزائري العمل على منع عودة فرنسا الاستعمارية بأي شكل من الأشكال. وجاء في مشاركة له نشرت على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، أمس، مخاطبا الشباب الجزائري، أن عليه العمل لاسترجاع استقلال الجزائر الذي تمت مصادرته من قبل نخب موالية لفرنسا استولت على السلطة بعد الاستقلال، وقامت هذه النخبة، حسبه، بتجاهل بيان 1 نوفمبر، وإهمال اللغة العربية، وبددت ثروات الأمة واغتنت من مقدراتها بطريقة غير شرعية، وقال في النص الذي نشر باللغة الفرنسية على غير العادة أن مهمة الشباب الجزائري تولي مهمة تغيير مسار التاريخ واسترجاع سيادة المصادرة، والوحدة ضد القوة الاستعمارية وتوابعها، والتصدي للمشاريع التدميرية مثل زرع الفرقة بين مكونات الأمة ونهب مقدرات الأمة، والصراعات الطائفية. وأبدى جاب الله معارضته لاستعمال الحرف اللاتيني في كتابة الأمازيغية، ودعا الشباب للعمل على منع عودة فرنسا بأي شكل من الأشكال، مشددا على أن العروبة والإسلام غير قابلين للتفاوض، وينسحب ذلك على التوزيع العادل لخيرات البلاد.