هدّد عشرات المغاربة، ظهيرة أمس الثلاثاء، بالهجرة الجماعية نحو التراب الجزائري وطلب اللجوء، أو الانتحار الجماعي في البحر، بسبب ما وصفوه بالحڤرة والبطالة في الأقاليم الشرقية للمملكة. الحركة الاحتجاجية التي قام بها شبان ونساء كانوا يحملون الراية المغربية على شاطئ سعيدية في أقصى شرق المغرب، وتابعها مصطافون جزائريون بالعين المجردة على بعد أمتار من شاطئ مرسى بن مهيدي على ضفاف وادي كيس الفاصل بين البلدين، ردّد فيها المحتجون شعارات مناهضة لنظام المخزن، حيث قال أحدهم وهو يشير إلى التراب الجزائري "إذا منعونا من الدخول عند إخواننا الجزائريين سننتحر جماعيا هنا في البحر، لم يبق لنا شيء نفعله في هذا البلد، المخزن يلاحقنا ويضربنا في الشوارع، المسؤولون يرفضون استقبالنا".. وقال شخص كان يقوم بتصوير شريط فيديو انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي: "إن الغاضبين من المغاربة حاولوا تنظيم وقفة احتجاجية في المدينة الساحلية وحاولوا تسليم إشعار للقائد ووالي العمالة، لكن تم رفض استقبال الإشعار وتم تعنيف المحتجين، ما جعلهم يتوجهون إلى مقربة من التراب الجزائري".. آخر كان يقول بصوت مرتفع "لقد حدث ما كان يتخوفون منه"، ليسأله آخر ماذا تقصد؟ ليجيبه "مسؤولو العمالة شوهوا صورة المغرب وفشلوا في إيجاد الحلول لمشاكل البطالة ولمشاكل التجار في المدينة، إمّا أننا مغاربة لنا حق المواطنة، وإمّا يتركوننا نهاجر ونطلب اللجوء لدى إخواننا الجزائريين"، هذا وبمجرد انتشار خبر الاحتجاج في مدينة مرسى بن مهيدي الجزائرية حتى عرفت المسالك المؤدية إلى التراب المغربي على طول وادي كيس بالمدخل الغربي للمدينة تعزيزات أمنية لعناصر الشرطة وحرس الحدود تفاديا لأي انزلاقات، كما يذكر أن الأقاليم الشرقية للمملكة المغربية تعرف ركودا اقتصاديا كبيرا منذ إحكام غلق الحدود البرية بين البلدين منذ سنة 2015، بعد إنجاز منشأة الخندق الفاصل، من قبل الجيش الوطني الشعبي، حيث توقف تدفق المواد الطاقوية من بنزين ومازوت نحو التراب المغربي من طرف شبكات الحلابة، وهو النشاط الذي كان يعيل عشرات الآلاف من العائلات المغربية في أقاليم وجدة خاصة.