مرت يوم 30 ديسمبر الفارط الذكرى التاسعة لرحيل صحفي ورئيس تحرير يومية “الخبر” السابق عثمان سناجقي، الذي كان من أبرز الصحفيين في الساحة الإعلامية الجزائرية، وهو رمز الصحفيين الذين كرسوا حياتهم المهنية لخدمة الرسالة الإعلامية النبيلة وفي “الخبر” بالخصوص. التحق سناجقي بعالم الصحافة مباشرة بعد تخرجه من معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وعمل في جريدة “الشعب”، بعد أن اجتاز المسابقة واحتل المرتبة الأولى. واستمر في العمل في يومية “الشعب” إلى أن تم فتح المجال الإعلامي سنة 1989، فأسس مع مجموعة من الصحفيين الشباب جريدة “الخبر” في الفاتح نوفمبر 1990، عمل فيها رئيسا للقسم الدولي، قبل أن يلتحق برئاسة تحريرها كنائب للراحل عمر أورتيلان الذي اغتالته أيادي الغدر. وباغتيال الشهيد أورتيلان في أكتوبر 1995 كلف عثمان سناجقي برئاسة التحرير إلى أن وافته المنية. وكانت فترة ترؤسه التحرير من أصعب الفترات التي مرت بها الصحافة الجزائرية، لكنه استطاع أن يرفع التحدي، فوصل عدد سحب الجريدة إلى أكثر من ستمائة ألف نسخة يوميا، فكانت جريدة “الخبر” الأولى مغاربيا وعربيا، وحظيت بسمعة كبيرة في الوسط الإعلامي الدولي، حيث تحولت إلى مصدر أخبار لكثير من وسائل الإعلام. وما يزال الصحفيون الذين عملوا مع عثمان سناجقي، خلال تلك السنوات، التي شهدت ميلاد الصحافة المستقلة، يتذكرون قدرته على ترك قناعاته، وإيديولوجيته جانبا، وتوفير جو من حرية التعبير، والمهنية، والتحلي بالموضوعية، من أجل النجاح. نشهد له اليوم، بعد مرور تسع سنوات على رحيله المفاجئ، وبسبب هذا الصيت الحسن الذي تركه وراءه، أنه هو من أمدّ الجيل الأول من صحفيي “الخبر” بتلك القدرة الفائقة على تحمّل عبء مهنة الصحافة، حينما يراه زملاؤه يكدّ يوميا في مكتبه، يعمل أكثر من غيره، ولا ينال سوى قسط يسير من الراحة. اليوم، وبعد مرور تسع سنوات عن هذا الرحيل المؤلم، ستبقى ذكرى عثمان سناجقي راسخة في أذهان زملائه الصحفيين وفي أذهان القراء الذين كان شديد الاهتمام بمشاغلهم. إذ يحتفظ من عرف وعمل مع سناجقي عن قرب، بتفانيه في العمل، وميله للعمل الخيري، وقدرته على نسج علاقات إنسانية راقية.