أكدت مصادر مطلعة ل”الخبر”، أن اللقاح المضاد لمرض طاعون صغار المجترات الذي كان منتظرا وصوله أواخر جانفي لم تستلمه الوزارة بعد. ورجحت ذات المصادر، أن هذا التأخر سيمتد إلى الأسبوع الأول من شهر فيفري، في الوقت الذي تلتزم فيه الوزارة الصمت رغم تهديدات الموالين بالاحتجاج، وهي نفس الخطوة التي سيفصل فيها البياطرة الذين يهددون بعقد مجلس وطني الأسبوع المقبل إذا لم تخرج المفاوضات الجارية مع الوزارة بنتائج لصالحهم. المهلة التي تحدثت عنها الوزارة، بوصول 21 مليون جرعة لقاح ضد مرض طاعون صغار المجترات، تنتهي اليوم بانتهاء آخر يوم من شهر جانفي، دون أن تكون هناك تصريحات من مسؤولي القطاع حول أسباب عدم وصول هذه الكميات في موعدها، وهذا إن وصلت، حسب المشككين، رغم أن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزقي، سبق وأن صرح في مختلف الولايات التي زارها بسبب انتشار مرضي طاعون صغار المجترات والحمى القلاعية، أن اللقاح المضاد للطاعون سيصل أواخر جانفي كأقصى تقدير، وكان قد سبقه حول هذه المهلة مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة عندما نظم في ديسمبر 2018 ندوة صحفية حول انتشار المرض. ورغم أن المتابعين اعتبروا يومها، أن أواخر جانفي مهلة طويلة نوعا ما بالنظر إلى سرعة انتشار المرض، إلا أن ممثلي الوزارة وعلى رأسهم وزير القطاع، أكدوا أن الإجراءات الخاصة بجلب اللقاح تم اتخاذها في وقت قياسي، أين وافقت الحكومة على طلبهم في ظرف يومين وانطلقوا بعدها في إجراءات التصدير. لكن الغريب اليوم، هو أن أواخر جانفي التي كانت عند البعض مهلة بعيدة بالنظر إلى تفشي المرض الناتج عن سرعة العدوى، تم بلوغها دون أن يصل اللقاح ودون أن توضح الوزارة أسباب التأخر. وحسب تصريحات الأمين العام لفيدرالية المواشي جيلالي عزاوي ل«الخبر”، فإن الوزارة أبلغتهم فقط بتنصيب لجان على مستوى الولايات تحضيرا لانطلاق عملية التلقيح، إلا أن وصول اللقاح بقي أمرا مجهولا لحد الآن، والموالين ورغم حالة القلق التي تنتابهم، إلا أنهم يترقبون آخر الأخبار بين الحين والآخر على أن يكون ردهم على التأخر بعد الأسبوع المقبل. في المقابل، تحدّث المكلف بالإعلام للفيدرالية، بوزيد سالمي، عن قوة انتشار عدوى مرض طاعون صغار المجترات الذي جعل الموالين ب20 ولاية في قلق دائم، بسبب استيقاظهم كل يوم على نفوق على الأقل 5 مواشي وهي أرقام مرعبة بالنسبة لهم، الأمر الذي سيجعل هذه الخسائر مصدر حراك بالنسبة لهم في حال لم تطمئنهم الوزارة تزامنا مع الإخلال بوعودها في جلب اللقاح أواخر شهر جانفي. يحدث كل هذا في الوقت الذي تجري “مفاوضات عسيرة” بين وزارة الفلاحة والبياطرة من أجل بلوغ الاتفاق الذي من شأنه تعبيد الطريق نحو القيام بعملية التلقيح في حال وصول اللقاح ، وهذا بعد رفض البياطرة العموميين القيام بالعملية واشترطوا حل المشاكل العالقة عبر الولايات، والتي زادت تعقيدا بعد ظهور مرضي طاعون صغار المجترات والحمى القلاعية بقوة. وحسب تصريحات المكلف بالإعلام للنقابة الوطنية للبياطرة، نجيب دحمان، ل”الخبر”، فإن النقابة ستحدد مصير توجّهها اليوم وفق لقائها بوزارة الفلاحة، فإن وافقت الوزارة على مطالبهم المتمثلة في عدم تكليفهم بالتلقيح ضد المرضين، على أن يكون التلقيح ضد مرض واحد متبوعا بامتيازات كونهم يمارسون مهام أخرى، كالمرافقة والمتابعة اليومية للحيوانات، بالإضافة إلى المهام الإدارية وكذا تعهدها بتسوية مطالب متوسطة وبعيدة الأمد، كاستقلالية المصالح البيطرية عن المصالح الفلاحية ورفع سنوات التكوين وتسوية ملف الترقية وفتح أبواب التوظيف من جديد، فإنهم سيلتزمون بمهامهم، أما إذا كان الرد سلبيا، سيتم عقد مجلس وطني الأسبوع المقبل لتحديد تاريخ الاحتجاج.