عادت أعمال الشغب والمواجهات بين رجال الشرطة بباريس في الحلقة الثامنة عشر من حراك السترات الصفراء عبر كامل التراب الفرنسي بوردو ،تولوز ،مونبولييه ،بوردو و نانت تحت شعار "الإنذار الأخير "بعد مرور أربعة أشهر من بداية الإحتجاجات و في اليوم الموالي من إنتهاء الحوار الوطني الكبير المفتوح منتصف شهر جانفي من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون ،هذا الأخير قطع إيجازة عطلته لنهاية الأسبوع بأعالي الجبال للتزلج بعد عودته من جولة جيبوتي صباح اليوم ليعود هذا المساء إلى باريس. و بالرغم من إنخفاض التعبئة بعشر مرات من أسبوعها الأول (282000 بتاريخ 17 نوفمبر مقابل 28600 الأسبوع الفارط و 14500 عند الثانية بعد زوال اليون السبت بينهم 10 آلاف بباريس حسب الداخلية الفرنسية)إلا أن شعارها كان قويا منذ منتصف صبيحة اليوم حيث شرع هؤلاء المحتجين في تخريب المحلات التجارية الفاخرة ذات الماركات العالمية على طول الشانزليزيه و حرق السيارات و كذا العمارات بإضرام النار داخل بنك بالدائرة السادسة عشر بشارع "روسفيلت " أين أتت ألسنة النيران على كل البناية التي تم إنقاذ على مستواها إمرأة و طفلها بالطابق الثاني بأعجوبة مع تسجيل 11 جريحا حسب مصالح الحماية المدنية فيما تم إجلاء باقي السكان بأرقى الشوارع الرئيسية المحاذية لشارع الشانزليزيه ،كما تم تخريب أيضا المطعم الشهير "فوكيتس" الكائن بالشارع ذاته و حرق سطحه و هو المطعم الذي إحتفل بداخله الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بفوزه برئاسيات 2007 . ولم تسلم كلا من محلات "هوغو بوس "،"لونشان لحقائب اليد الفاخرة"،"زارا للألبسة "هذا الأخير تم رمي الألبسة هلى حافة الطريق و الدوس عليها بالأقدام كرمز ضد الليبيرالية و الرأسمالية إلى جانب محلات "لاكوست"،و محل نادي باريس سان جرمان أين تم تكسير الواجهة و إخراج الكرات و تقاذفها مع المتظاهرين كما تحول مدخل المحل إلى إستعجالات خفيفة من قبل اعوان الحماية المدنية، و كذا محل نيسبريسو الذي تم تخريبه كليا برمي كل الأكواب و الكؤوس و القهوة و محل مجوهرات "سفاروسفكي ". و كشفت محافظة الشرطة بأنه تم إعتقال 151 شخصا عبر كامل التراب الفرنسي بينهم 109 بباريس مع سقوط 42 جريحا وسط المحتجين و 17 آخر ضمن صفوف رجال الأمن الدرك و الشرطة و رجل إطفاء،بعدما ردت هذه القوات بقنابل المسيلة للدموع و مدافع المياه لتفرقة المتظاهرين عقب تحويل شارع الشانزليزيه إلى دمار و خراب كبيرين في أسود المشاهد التخريبية لأجمل شارع في العالم. لم يخف رئيس الوزراء إدوارد فليب الذي كان إلى جانب وزير الداخلية غضبه من القصر الكبير ببداية الشانزليزيه أين كانا يتابعان تطورات أعمال الشغب أمام عدسات الكاميرا و وعد بمعاقبة الفاعلين بكل حزم في حين أكد من جهته الناطق الرسمي بإسم الحكومة بانجامين غريفو في تغريدة على حسابه تويتر حزم الدولة تجاه المخربين قائلا "لا تسامح و لا ضعف لهؤلاء الذين يخربون باريس و يلطخون الحوار الوطني الكبير ،معبرا عن تضامنه مع أصحاب المحلات التجارية و الباريسيين الذين ذاقوا ذرعا من هذه الوضعية كل يوم سبت". و للإشارة فإنه تم تنظيم مظاهرات للمناخ عبر كامل كبريات المدن الفرنسية هذه الأخيرة دعت إليها 141 منظمة و جمعية لحماية البيئة حيث جمعت الآلاف من المشاركين تحت شعار "مسيرة الكون للمناخ" تنديدا بتقصير الدولة الفرنسية في الحد من الإنبعاثات الغازية في الهواء.