عاد اليوم السبت من جديد حراك السترات الصفر في الحلقة الثالثة والعشرين إلى شوارع باريس والعديد من كبريات المدن الفرنسية تحت شعار "الإنذار الأخير" الثاني من نوعه الموجه إلى إيمانويل ماكرون. وضربت الوجوه البارزة للحراك عبر صفحات "الفايسبوك" موعدا لجميع المتظاهرين بالعاصمة حيث تم تسجيل عند الثانية بعد الزوال 6700 محتج من أصل 9600 عبر كافة التراب الفرنسي، حسب الداخلية الفرنسية. وكشفت من جهتها محافظة الشرطة بباريس عن اعتقال 189 متظاهرا مع وضع 110 منهم رهن الحبس تحت النظر إلى جانب إجراء أزيد من 17676 مراقبة وتفتيش فضلا عن شل باريس بغلق العديد من محطات الميترو وعدم السماح لأخرى بالتوقف عند بعض المحطات. قبل أربعة أيام من تنظيم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمؤتمر صحفي الخميس القادم من أجل الإعلان عن نتائج الحوار الوطني الكبير الذي فتحه على مدار ثلاثة أشهر، لا تزال نيران غضب الحراك ملتهبة لم يسمح ذلك بإخمادها منذ 5 أشهر من انطلاقه، للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وإلغاء الرسوم الضريبة ليتأزم ويصير مطلبه الوحيد المطالبة برأس ماكرون والدعوة إلى استفتاء مبادرة مواطنة "ريك". "البلاك بلوك" وسط المحتجين سمحت محافظة الشرطة بباريس بأربعة مظاهرات فيما منعت التظاهر بشارع الشانزليزيه، نوتر دام والساحات الكبرى بليون وتولوز، إلا أن مواكب باريس عرفت أعمال شغب عنيفة بدأت مع بداية الظهيرة، حيث تم حرق بعض السيارات وتحطيم واجهات بعض المحلات التجارية بساحة الجمهورية. وكانت قد تمكنت مجموعات "البلاك بلوك" العنيفة من التسلل وسط مواكب المحتجين من السترات الصفر متحدية رجال الشرطة الذين استخدموا الغازات المسيلة للدموع وكذا شاحنات خراظيم المياه لتفرقة المحتجين في عمليات كر وفر واشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين وأغلبيتهم من المخربين حسبما كشفت عنه السلطات التي أحصت تسلل ما بين 1500 و2000 من عناصر "البلاك بلوك" بساحة الجمهورية. نشر 60 ألف رجل أمن عبر التراب الفرنسي سخرت السلطات الفرنسية حوالي 60 ألف رجل أمن عبر كافة التراب الفرنسي من أجل توفير تغطية أمنية كاملة من بينها 20 وحدة من رجال الشرطة و36 وحدة تابعة للدرك الوطني أي ما يعادل 56 وحدة أمن من ضمنها 5000 رجل أمن بباريس لوحدها إلى جانب طائرات "درون " بدون قائد بالإضافة إلى تزويد رجال الشرطة بكاميرات لتسجيل المظاهرات ووضع اليد على المخربين خاصة بعدما كان وزير الداخلية كريستوف كاستانير قد قال عشية المظاهرات بان "المخربين سيكونون في الموعد". السترات الصفر يعكرون أجواء مظاهرة احتجاجية تنديدا بالوضع بليبيا عكرت السترات الصفر نهار اليوم بعد وصول موكبها إلى ساحة الجمهورية وسط الانتشار الهائل للقوات الأمنية التي أغلقت كل المنافذ -عكرت- أجواء مظاهرة احتجاجية كانت بعين المكان من أجل التنديد بالوضع الراهن بليبيا. ودعت حركة المواطنة والتضامن بباريس للتجمع بساحة الجمهورية للتنديد بخطورة الأوضاع في منطقة المغرب العربي الكبير وبشاعة الجرائم وسط هشاشة المشهد السياسي. الدعوة جاءت للرفض المطلق لما يتعرض إليه الشعب الليبي من جرائم بشعة في ظل قصف ميليشيات الجنرال حفتر للمدنيين العزل نساء،أطفال، شيوخ ورجال بكلا من مدينتي بنغازي وقنفودة بدعم من الإمارات، مصر، فرنسا والسعودية. وطالبت حركة المواطنة والتضامن المنظمة إلى هذا التجمع الاحتجاجي الذي حضرته مختلف الشرائح من المغاربيين والمشارقة وحتى الفرنسيين وشخصيات ليبية قدمت من إسبانيا ومن مختلف المناطق الفرنسية على رأسهم الناشطة الحقوقية الليبية زينة العمراني رافعين، أعلام ليبية وجزائرية، حاملين لافتات دون عليها "حفتر قاتل الأطفال" و"الشعب الليبي لايهان " وأيضا " "ماكرون شريك حفتر"، الوقف الفوري للعمليات العسكرية بليبيا والحد من الدعم الفاضح لقصف المدنيين إلى جانب مناشدة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية من أجل وقف هذه المجازر وكذا وقف المغامرة والتلاعب بأمن واستقرار بلدان المغرب الكبير وبلدان المنطقة.