أكّد وزير الشؤون الدّينية والأوقاف، الدكتور يوسف بلمهدي، أنّ الوسطية هي ماهية الإسلام، مشيرًا إلى أنّه لا وجود للإسلام بدون وسطية. وأوضح الدكتور يوسف بلمهدي، في كلمته خلال اختتام فعاليات المؤتمر العالمي "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسُّنّة"، واللّقاء التاريخي لإعلان "وثيقة مكةالمكرمة"، نظمته رابطة العالم الإسلامي، ليلة الأربعاء، أنّ الوسطية ليست ضيّقة بحيث يُعتقد أنّ المركز هو المركز فقط، لكن الوسطية كلّما اتّسعت الدوائر كانت مرتبطة بالمركز، بهدف توسيع سواد الأمّة. وطالب الوزير بلمهدي بوجوب تحقيق ضمانات لذلك والّتي تتمثّل في مؤسسات صناعة الرأي في المجتمع من المدرسة، المسجد، مؤسسات المجتمع المدني وغيرها، مع ضرورة حمايتها من قبل المنظومة القضائية الّتي من أُسُسِها العفو، من خلال الاعتماد على قاعدة: لأن أخطأ في العفو خير من أن أخطأ في العقوبة. مشيرًا إلى أنّها وسيلة لاستقطاب مَن خرجوا عن الوسطية، مستشهدًا بنموذج المصالحة الوطنية في الجزائر المؤسَّسة على العفو. من جانبه، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في كلمته الختامية للمؤتمر: إنّ المؤتمر الدولي للوسطية والاعتدال ناقش قيم الوسطية في نصوص القرآن الكريم، والسُّنّة المطهّرة، وقد صدرت عنهم "وثيقة مكةالمكرمة"، مبيّنة قيَم الإسلام الرفيعة في عدد من الموضوعات والقضايا المُلحَّة. تجدر الإشارة إلى أنّ 1300 شخصية إسلامية من 139 دولة يمثّلون سبعًا وعشرين مكونًا إسلاميًاً من مختلف المذاهب والطوائف، من علماء ومفتين ومفكرين، أقرُّوا مساء أوّل أمس، "وثيقة مكةالمكرمة"؛ كوثيقة دستورية تاريخية لإرساء قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب، ولتحقيق السّلم بين مكوّنات المجتمع الإنساني. وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، استقبل ليلة أوّل أمس، وزير الشّؤون الدّينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، ضمن كوكبة من العلماء المشاركين في المؤتمر، وتسلُّمِه "وثيقة مكةالمكرمة" من كبار علماء الأمّة الإسلامية.