أعادت السلطات النظر جزئيا في الحركة الأخيرة في السلك الدبلوماسي، حيث تم تعيين عبد الحميد عبداوي، سفيرا مفوضا فوق العادة لدى المملكة المغربية بدلا من بن علي الشريف، وصالح لبداوي بدلا لعبد الله باعلي الذي يتولى إدارة الحملة الانتخابية للمرشح عبد المجيد تبون. وجاء الإعلان عن إعادة النظر في الحركة بطريقة غير مباشرة، حيث أشار بيان لوزارة الخارجية صدر أول أمس الخميس إلى موافقة الحكومة المغربية على تعيين عبد الحميد عبداوي، سفير الجزائر السابق لدى الكويت، سفيرا مفوضا فوق العادة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى المملكة المغربية، بدلا من بن علي الشريف المتحدث الرسمي الحالي باسم وزارة الخارجية، الذي أعلن عن تكليفه بهذا المنصب في وقت سابق. وخلف السفير عبد المالك بوهدو، سفير الجزائر السابق بماليزيا والمدير المكلف بالمنظمة الأممالمتحدة والمنظمات الجهوية الأسبق بالوزارة عبد المالك عبداوي كسفير مفوض فوق العادة لدى دولة الكويت. كما قبلت تركيا بانتداب مراد عجابي سفيرا للجزائر لديها. وضمت المراجعات، حسب مصادر من الوزارة، إلغاء تكليف الدبلوماسي المخضرم عبد الله باعلي بمنصب سفير الجزائر لدى باريس، بدلا لعبد القادر مسدوة، وعين بدله سفير الجزائر السابق ببولونيا صالح لبدوي. وظهر باعلي، الذي شغل منصب سفير بواشنطن وممثل دائم للجزائر بالأممالمتحدة، أول أمس الخميس بنادي الصنوبر رفقة المرشح للانتخابات الرئاسية الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، بصفته مديرا لحملته الانتخابية. ومن المتوقع أن يشغل منصبا هاما في طاقمه في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية التي تعتزم السلطات تنظيمها في 12 ديسمبر المقبل. ومن المنتظر أن يتم الإعلان في قادم الأيام عن مزيد من التعيينات، في أهم حركة للسلك الدبلوماسي في السنوات الأخيرة، غير أن الإعلان عنها سيكون بالتوازي مع الحصول على موافقة الدول المستقبلة بدل الطريقة الاستعراضية التي جرت في 22 أوت المنصرم. وأثارت الحركة التي أعلن عنها في 22 أوت تساؤلات عن الخيارات المعتمدة وسط شكوك في وجود لمسة للأمين العام الأسبق للرئاسة، أمين خربي، ورمضان لعمامرة، وزير الخارجية الأسبق، ونور الدين بدوي الوزير الأول الحالي في وضع جدول التعيينات. وعلمت "الخبر" من مصادر في الوزارة أنه زيادة عن الحاجة لتطهير قائمة التعيينات من الموالين لمسؤولين حكوميين حاليين، عرفوا بقربهم من الفريق الرئاسي السابق، فرضت معطيات تتعلق بالخوف من رفض دول عربية وغربية لاعتماد هؤلاء السفراء إعادة النظر في القائمة، وبحسب مصادر فإن عديد العواصم لم ترد بعد على طلبات اعتماد الفريق الدبلوماسي الجديد، بما في ذلك دول إفريقية. ولا يعرف إن كانت التغييرات الجديدة هدأت من خواطر كوادر في وزارة الخارجية، بعد موجة الغضب التي فجرتها التعيينات المعلن عنها في 22 أوت الماضي، حيث وقف إطارات الوزارة على استمرار ظاهرة المحاباة في التعيينات وتكليف كوادر عديمي الخبرة في العمل الخارجي في عواصم محورية خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب مصادر في الوزارة، فقد تقرر بعد الاحتجاجات تشكيل فريق على مستوى رئاسة الجمهورية لمراجعة قائمة التعيينات المعلن عنها في أوت المنصرم، ومست الحركة الأولى عشرات المناصب في السلك الدبلوماسي والقناصل في الخارج، حيث تم إنهاء مهام واستدعاء سفراء وقناصل عدد منهم عمّر طويلا في منصبه.