قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الأحزاب اللبنانية الثلاثة الكبيرة اتفقت على اختيار محمد الصفدي وزير المالية السابق لمنصب رئيس الوزراء، مما يشير إلى إحراز تقدم نحو تشكيل حكومة جديدة في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية حادة. واستقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة في 29 أكتوبر الماضي أمام موجة لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة التي يتهمها المحتجون بالمسؤولية عن الفساد المستشري في الدولة وإغراق لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت في الفترة بين عامي 1975 و 1990. وجاء التوافق على اختيار الصفدي خلال اجتماع عقد في وقت متأخر يوم الخميس بين الحريري وهو سياسي سني بارز وممثلين عن جماعة حزب الله الشيعية التي تدعمها إيران وحليفتها الشيعية حركة أمل. وذكر مصدر مطلع على الاجتماع أن الحريري لم يبد أي اعتراضات على اختيار الصفدي مضيفا أن أعضاء البرلمان من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري سيختارون الصفدي في عملية رسمية من المتوقع أن تبدأ قريبا. وقال مصدر ثان وهو شخصية كبيرة على صلة وثيقة بحركة أمل وجماعة حزب الله إنه جرى خلال الاجتماع التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ على اختيار الصفدي، ولم يرد أي تأكيد رسمي من الأحزاب أو الصفدي. ويبلغ الصفدي من العمر 75 عاما وهو رجل أعمال بارز من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وعضو سابق بالبرلمان. وسبق أن تولى حقيبتي المالية والاقتصاد والتجارة. وشغل الصفدي منصب وزير المالية في الفترة من 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي.وفي عام 2008 أصبح وزيرا للاقتصاد والتجارة في حكومة فؤاد السنيورة الذي كان مدعوما من الغرب. وشغل المنصب مجددا في حكومة برئاسة الحريري عام 2009. وكان الصفدي عضوا بتحالف 14 آذار بقيادة الحريري والذي تشكل بعد اغتيال رفيق الحريري والد سعد في عام 2005. وتم اختيار الصفدي عضوا بالبرلمان للمرة الأولى في طرابلس عام 2000 لكنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة. وشغلت زوجته فيوليت الصفدي منصب وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في حكومة الحريري.