AFP مأساة النازحين من إدلب تتواصل والأطفال أكثر النازحين على وقع الهجوم المتواصل، الذي تشنه قوات النظام السوري، في إدلب شمال غربي سوريا، تتفاقم مأساة إنسانية موازية، تزداد حدة يوما بعد يوم، في وقت يبدو فيه العالم وقد أغمض عينيه عنها. فعلى امتداد المخيمات المنتشرة في محافظة إدلب، يفترش آلاف النازحين العراء، بعد أن تحولت أماكن كثيرة في المحافظة إلى مدن أشباح، وسط قلق من كارثة إنسانية غير محدودة، ويبدو السوريون الفارون من جحيم المعارك في إدلب، كالمطارد الذي سدت دون منافذه السبل، إذ تمنعهم قوات النظام السوري المهاجمة، من الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها، في حين تغلق تركيا الحدود في وجههم، بينما يبدو العالم في موقف المتفرج. وتشير العديد من التقارير، إلى أن أزمة النازحين من إدلب حاليا، تمثل الحلقة الأكثر مأساوية في الحرب، التي تشهدها سوريا منذ تسع سنوات، وتقول الأممالمتحدة إن ما يزيد على 832 ألف مدني هجروا مساكنهم، وأن أغلبهم من الأطفال والنساء. وأشارت المديرة التنفيذية لليونيسيف (هنريتا فور)، في بيان على الموقع الرسمي للمنظمة، على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، إلى أن 1.2 مليون طفل، في حاجة ماسة للغذاء والماء والدواء، مشيرة إلى أن النازحين يلجؤون إلى المرافق العامة، والمدارس والمساجد والمباني غير المكتملة، والمحلات التجارية. ويسعى الرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم بقوة من روسيا، عبر هجومه الشرس على إدلب، والتي تعد آخر معقل للمعارضة في سوريا، إلى التخلص بشكل كامل من كل معارضيه، مستخدما ما وصفته بعض التقارير بسياسة" الأرض المحروقة"، والتي يسعى من خلالها إلى تخليص كل سوريا من أي معارض، مهما كان عدد الضحايا، خاصة في ظل نظرته لأن كل من يعيشون في إدلب هم إرهابيون. وتشير وكالة بلومبرج للأنباء في تحليل لها أيضا، إلى أن الحملة العسكرية السورية-الروسية على إدلب، تعكس رغبة راسخة لدى الأسد، في إعادة بناء إدلب كجسر، يعيد ربط مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية، بالعاصمة السياسية للبلاد دمشق، والمناطق الساحلية الأخرى، وهو أمر تقول الوكالة إنه صار حيويا بالنسبة للنظام السوري، في ظل معاناة اقتصاد البلاد، من تداعيات ما يزيد على تسع سنوات من الحرب، والعقوبات الدولية، والأزمة المالية في لبنان المجاورة. وفي الوقت الذي يبدو فيه النظام السوري ساعيا، إلى إبادة كل معارضيه في إدلب، مهما كان عددهم وإحلالهم بمواطنين مؤيدين له، تبدو روسيا في موقف الغير مبالي، لمأساة المدنيين، الذين يتعرضون لويلات القصف، الذي يؤدي بهم إلى النزوح، بينما تخشى تركيا كثيرا من سعي نصف سكان مدينة إدلب، الذين يزيد عددهم على ثلاثة ملايين نسمة إلى أراضيها، وهو ما سيكون له تداعيات بالغة على وضعها الداخلي. وفي مواجهة أطراف الصراع في إدلب، تقف أوربا موقف المترقب والمتوجس، مما قد يفضي إليه الأمر وهي لديها مخاوفها المشروعة، من إمكانية أن ينجرف إليها هذا السيل من النازحين، ليتسبب لها في مشاكل هي في غنى عنها، في وقت تعاني فيه، من تداعيات موجات اللجوء السوري السابقة، على أوضاعها الداخلية. برأيكم هل يتجاهل العالم مأساة النازحين من إدلب؟ لماذا تبدو روسيا غير عابئة بما يتعرض له المدنيون من قصف وتهجير؟ كيف تقيمون الموقف التركي من الهجمات السورية ومن التعامل مع النازحين حتى الآن؟ وهل تعتقدون بأن أوربا ستتدخل في مرحلة ما من أجل تفادي أزمة لاجئين جديدة؟ كيف ترون تأثير خروج أمريكا من المشهد السوري على كل ما يحدث؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 17 شباط/فبراير من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar &