تتحول أزمة نحو 1200 جزائري عالق بمطار إسطنبول في تركيا تدريجيا إلى كارثة إنسانية، بعدما ظلوا لأسبوع في البرد والعراء ورهائن معلومات غير مؤكدة من بينها أن السلطات الجزائرية ترفض ترحيلهم، بحسب ما تتضمنه عريضة لهؤلاء تلقت "الخبر" نسخة منها عبر تطبيق "واتساب" مرفوقة بصور توثق وضعيتهم. وناشد العالقون في عريضتهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليتدخل وينتشلهم من مصير مجهول، مشيرين أن نصفهم دفع أمتعته وتمت التأشير له بمغادرة الأراضي التركية، غير أنهم وجدوا أنفسهم في مجال دولي محاصرين بالقوات الأمنية التركية وتنعدم فيه المحلات التجارية . وتعجب هؤلاء من المعلومات المتداولة من قبل موظفين بالمطار التركي، بأن سلطات دولتهم هي من ترفض إجلاءهم واستقدامهم وذلك على مرأى ومسمع من دبلوماسيين جزائريين، دون تقديم سبب او مبرر واضحين لذلك. ويبدو من خلال العريضة ان اغلب هؤلاء أساتذة جامعيين من جامعة الجزائر والبليدة وطلبة دراسات عليا وعائلات سافرت للعلاج وكذا رجال أعمال. ولقد تسلل إليهم اليأس من إمكانية انتشالهم. وتطرق هؤلاء إلى وضعهم الصحي ومدى احتمالات وجود إصابات ب" كوفيد19 " بينهم، وأكدوا أنه لا توجد حالات إصابة، وأنهم مستعدون للخضوع لإجراءات الحجر الصحي مهما كانت ظروفه، شريطة أن يكون في الجزائر. وأظهرت صور مرفوقة بالعريضة تلقتها "الخبر" أن العالقين تلقوا مساعدات وأغذية من قبل المصالح الدبلوماسية الجزائريةبتركيا، غير أنها "محتشمة ولا ترقى لمطالبهم بالترحيل إلى الجزائر" على حد وصف أحد العالقين، في حين اعتبرها آخر " إهانة ومساس بسمعة الدولة الجزائرية". ودخل هؤلاء في حالة غضب بعد نحو أسبوع من الانتظار ورؤية عائلاتهم وأبنائهم يُنهكون ويموتون تدريجيا، دون القدرة على فعل شيئ لانتشالهم، مما جعلهم يدخلون في احتكاكات مع قوات أمن تركية.