”القرآن يجعلك في أعلى المراتب في الدُنيا والآخرة وليس أكاديميًا فقط” متّى بدأتَ في حفظ القرآن الكريم؟ وكيف؟ بدأتُ حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافري، وختمته وأنا ابن الخامسة عشر سنة. وكانت بالطريقة التقليدية، وهي الحفظ باللّوح والحبر. ثمّ بعدها سعيت في تثبيته عن طريق التّكرار المتواصل والورد اليومي، حتّى يبقى الحفظ راسخًا في الذهن. هل أثّر حفظ القرآن الكريم والوقت الّذي خصّصته له على دراستك النظامية؟ بالطبع، أثّر القرآن في دراستي النظامية، بل وفي حياتي كلّها إيجابيًا، فأجد دائمًا كلّ شيء ميسّر أمامي بفضل القرآن وبفضل الله تبارك وتعالى، كنتُ الأوّل دائمًا ولا أزال في المراتب الأولى في دراستي، وفي الجامعة أيضًا. ما معدل مراجعتك اليومية للقرآن الكريم؟ وهل لك برنامج معيّن في المراجعة؟ أراجعه باستمرار، من خلال وضع ورد يومي أواظب عليه، والحمد لله. وتختلف كمية الورد حسب الوقت، فمثلًا في العطلة يكون كثيرًا وأيّام الدّراسة يكون قصيرًا، وفي الامتحانات أقصر، لكن الأهم من ذلك هو الاجتهاد والمواظبة على ذلك. من هم أبرز المشايخ القرّاء الّذين تستمع إليهم وتتابعهم؟ ومن تفضّل تقليد صوته؟ المشايخ الّذين أحبّ السّماع إليهم كثيرًا الشّيخ الحصري، وياسين الجزائري، وعبد الكريم حمدوش، والقزابري وغيرهم، كما أحبّ تقليد كلّ المشايخ حتّى تجتمع لي كلّ ألوان وأشكال وألحان التّلاوة. هل تسمح لنفسك بإمامة المصلّين بالمساجد؟ منذ صغري أؤم النّاس بصلاة التّراويح، وأصلّي بهم أيضًا الصّلوات المفروضة في غياب إمام المسجد، كما أنّي صلّيتُ التّراويح إمامًا في عدّة مساجد في ولاية وهران، وأحبّ أن أؤُمّ النّاس دائمًا. هل شاركتَ في المسابقات المحلية والوطنية والدولية؟ أوّلًا، تحصّلت على المرتبة الأولى على مستوى ولاية وهران في حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، ثمّ تحصّلت على المرتبة الأولى وطنيًا في مسابقة الماهر بالقرآن في حفظ القرآن وتجويده، كما شاركت في عدّة مسابقات أخرى ولائية ووطنية وكنت دائمًا أحصد المراتب الأولى، ومن بين تلك المسابقات فزتُ بعمرة إلى البقاع المقدسة، والّتي من خلالها قرأتُ على مشايخ الحرمين المكي والمدني. وفي الأخير، أكرمني الله بأن مثّلت الجزائر دوليًا في مسابقة موريتانيا الدولية وكنت الرابع دولية. أيّهما تفضّل في حياتك، قارئ جيّد للقرآن الكريم أم طالب ناجح في دراسته؟ أفضِّل أن يكونا معًا، فالطالب القارئ النّاجح مثال لكلّ طالب حتّى يعطي صورة جيّدة للقرآن، وأن لا يسمح بأن يظنّ النّاس أن القرآن عائق ويعود سلبًا على الدراسة وإنّما العكس، فحافظ القرآن يتمتّع بحفظ سريع نظرًا لتعوّده على حفظ القرآن، ويتمتّع بتركيز شديد على غيره من الطلاب، بفضل تعوّده على تركيزه في حفظ ومراجعة القرآن، والقرآن يجعل صاحبه في أعلى المراتب في الدّنيا قبل الآخرة وفي كلّ النّواحي، وليست الدّراسة الأكاديمية فقط.