حضر العشرات بالمقبرة الشرقية لبلدية " الإدريسية " لتشييع جنازة امرأة حامل توفيت وهي في طريقها إلى مستشفى عاصمة الولاية في حالة المخاض النهائية بعد أن توجه بها زوجها من " الإدريسية " باتجاه بلدية " القدّيد ّ" على بعد 25 كيلومترا لأنه يعلم أن مستشفى " الإدريسية " لايتوفر على أطباء مختصين في طب النساء ". كما يعلم أن جناح العمليات مغلق بحكم تعطل جهاز تنظيف الأدوات الجراحية ، وأن المجمع الصحي لبلدية " القدّيد ّ يتوفر على خدمات جيدة في قسم الولادة ، لكن محاولات قابلات مجمع " القدّيد " لم تنجح وتم نقلها على جناح السرعة باتجاه عاصمة الولاية لتلفظ أنفاسها في الطريق تاركة وراءها سخطا كبيرا بين مواطني بلدية " الإدريسية " على مستشفى مدينتهم وحالتها التي باتت تبعث على القلق والتذمر . ولم يكن في حسبان سكان بلدية " الإدريسية " أن تعطل جهاز تنظيف الوسائل الجراحية وانعدام الأطباء الخواص في طب النساء والتوليد ستكون عواقبه وخيمة ونتائجه وفيات النساء الحوامل ، حتى تجسدت لهم النتيجة أمام أعينهم وهم يؤدون صلاة الجنازة على واحدة من ضحايا هذه الوضعية رغم الكتابات التي تناولتها الجمعياتوحتى جريدة " الخبر " في أعدادها السابقة ، لتسود حالة من الغضب والاحتقان ولا يعرفون من يتحمل المسؤولية ، فقد تعاقب أطباء وطبيبات نساء على المستشفى ثم تحوّلوا إلى ولايات إقاماتهم أو افتتحوا عيادات خاصة ولم يعد المستشفى يتوفر إلا على قابلات فقط يتداولن على العمل بالطريقة التي تعمل بها المجمعات الصحية العادية ، وحتى العمليات الجراحية توقفت نهائيا من المستشفى لتعطل جهاز تنظيف الوسائل الجراحية ولم تقدر المصالح المختصة على إصلاحه لعدم وجود وكيل معتمد لقطع غياره على مستوى الجزائر ما اضطرهم إلى العمل على اقتناء جهاز جديد ما زالت الإجراءات لم تكتمل لوصوله فأغلق جناح العمليات نهائيا. وفي ظل هذه الوضعية أصبح المستشفى يحول الحالات الإستعجالية ناحية عاصمة الولاية ، ورغم النداءات والرسائل المتكررة من كل الأطراف جمعيات وإدارة المستشفى للتعجيل بتعيين أطباء مختصين وجلب هذا الجهاز بقيت الأمور على حالها ، حتى وقعت الفأس في الرأس وتوفيت حامل في ريعان الشباب 32 سنة في طريقها إلى مستشفى عاصمة الولاية ، بعد أن كان زوجها يعلم أن مستشفى الإدريسية لايتوفر على الطبيب المختص وقسم الجراحة مغلق ، فقصد مجمع بلدية " القدّيد ّ المجاورة لما فيها من خدمات مدعومة بأطباء كوبين لكنه يبقى مجرد مجمع لايتوفر على قسم للجراحة ، حيث بقيت الضحية في المجمع تحت متابعة القابلات لساعات وحين رأين أن الأمر يتطلب عملية فيصرية تم نقلها على جناح السرعة ناحية عاصمة الولاية ، لتلفظ أنفاسها في الطريق، الأمر الذي جعل سكان الإدريسية يعيشون حالة غضب وسخط على هذه الوضعية متسائلين من يتحمل مسؤولية هذه الوضعية ؟ وهل سيبقى الأمر على ما هو عليه حتى يكون عدد آخر من الضحايا ؟ وكل أملهم أن تتدخل السلطات المعنية لوضع نهاية لهذه الوضعية والتحقيق فيما حدث.