هم مئات الجزائريين من مختلف دول المهجر، من فرنسا، وإنجلترا، وكندا، والإمارات، وسويسرا... وغيرها، نابوا عن الآلاف الآخرين في التعبير عن سخطهم من دخول أرض الوطن وحمّلونا رسالة نبلغها للسلطات العمومية، متسائلين في غضب، لماذا نحرم من العودة لحضور جنازة قريب وتغلق أبواب الديار في وجوهنا، بينما لم يحرم غيرنا من مهاجري مختلف الدول من زيارة اوطانهم بعد تقديم شهادة فحص ال"بي.سي.آر" السلبي فقط. حمزة، أحد هؤلاء، من سكان منطقة الألزاس بفرنسا، تعوّد أن يزور أهله بقسنطينة على الأقل ثلاث مرات في السنة، ليجد نفسه محروما من رؤية عائلته مدة فاقت السنة والنصف، فقد خلالها زوجة عمه وآخرين من العائلة، ليفقد مؤخرا عمه الذي كان قريبا جدا منه وبمثابة الأب الثاني له. حدثنا الشاب بمرارة عن شعور أن تحرم من حضور جنازة عزيز عليك، وحمّل المسؤولين في الجزائر مغبة ذلك، متسائلا، لماذا حرمنا نحن الجزائريون المغتربين من زيارة الأوطان في الوقت الذي لم تلجأ أية دولة لمثل هذا التعامل، ليضيف قائلا "أحمل بقلبي حقدا على وطن حرمني من الترحم عن قرب على أعزاء على قلبي فارقوا الحياة"، مضيفا أنه يكفي أن نقصد قنصليات مختلف البلدان الفرنسية، لنقف على واقع مر لعدد كبير من أفراد جاليتنا الذين حرموا من الالتحاق بأرض الوطن، رغم أن ظروفا قاهرة فرضت وجودهم بين أهاليهم. وتابع "كان يكفي أن تفرض السلطات الجزائرية فحص ال"بي سي أر" السلبي، وتمكن كل راغب في الالتحاق بأرض الوطن من ذلك، لدينا التزامات علينا توجب تواجدنا بالجزائر التي حرمنا من دخول أراضيها"، هذا ما قالته لنا فاطمة الزهراء، صحفية جزائرية مقيمة بأرض الإمارات، لم تطأ أرجلها أرض الوطن منذ أكثر من سنتين. حدثتنا الشابة بحرقة عن شوقها لأهلها وعن حرمانها وغيرها من الزملاء الصحفيين، وغيرهم من الجزائريين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، من الالتحاق بوطنهم الأم بسبب جائحة كورونا، لتتساءل لماذا هذا التصرف مع أبناء الوطن المغتربين، في الوقت الذي لم تحرم فيه أية دولة أبناءها المغتربين من الالتحاق بالديار في أي وقت ما شاءوا. من جانبها، حدثتنا زميلة لها صحفية جزائرية، فقدت والدتها في عز أزمة كورونا، ولم تتمكن من الالتحاق بعائلتها لتشاركهم محنتهم، قالت أنها لحد الساعة ورغم مرور أكثر من شهر من وفاة والدتها، إلا أنها لم تتقبل الأمر وترفض قبول العزاء في أمها التي حرمت من أن تحضر جنازتها وتقف على قبرها. ويبقى أمل أفراد الجالية الجزائرية في الخارج قائم في أن تنظر السلطات الجزائرية لهم بعين الرحمة، وتسعى لتمكينهم من الالتحاق بعائلاتهم مع فرض فحص ال"بي سي آر" السلبي.