تمادت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في إرساء سياسة "الضبابية" وفي مهاجمة الأسرة الإعلامية، كلما حط الإعلام الرياضي "الأصبع على الجرح"، بنشره لأخبار "صحيحة"، تشكّل غالبا إحراجا أخبارا ل "لفاف" ومسؤوليها وتكشف عن حقائق ثابتة. والغريب في "إتحادية زطشي"، وهي تلفظ آخر أنفاس عهدة أولى وأخيرة لها، هي الأسوأ والأفظع في تاريخ الكرة الجزائرية، مواصلة ممارسة "هواية" تكذيب الصحافيين مهاجمتهم والتقليل من شأنهم، بل الحرص على ضرب مصداقيتهم دون وجه حق، وهو ما يبرزه ذلك البيان الذي نشرته "الفاف"، صباح أمس، على موقعها الرسمي، وتمت صياغته بعناية وحرص لتقزيم الإعلام الذي نجح في "تعرية" إتحادية "الفضائح" خلال أربع سنوات كاملة، وذكرت فيه الإتحادية بأنه لم يكن هناك أي لقاء بين المدرب الوطني جمال بلماضي ووزير الشباب والرياضة سيدعلي خالدي. وبما أن "الإتحادية العالمية" نزلت لدرجة الرد على كل ما يُنشر حتى على مواقع التواصل الإجتماعي، فإن بناء ردّ ونشره عبر بيان "رسمي" على موقع "الفاف" لتفنيد "ما تداولته مواقع التواصل الإجتماعي ونقلته وسائل الإعلام"، لم يشكّل أي حرج لزطشي و"جماعته"، بل إن التمادي في ضرب مصداقية الإعلام الرياضي بلغ حدّ توظيف "الفاف" اسم بلماضي، مرة أخرى، لمهاجمة الصحافيين، عندما "قدّرت" الإتحادية، من وجهة نظرها الأحادية"، أن الإعلام الذي نقل خبر التقاء بلماضي بخالدي "تعمّد نسج ذلك من الخيال"، وبأنها "تناشد كل شخص يسعى لتوظيف اسم المدرب الوطني من أجل تصميمات أخرى .." أنه لم يكن هناك أي اجتماع بين المدرب الوطني والوزير قبل مباراة الجزائر أمام بوتسوانا"، لتضيف الإتحادية "متأسفة" بأن الأمر يتعلق بمعلومات "خاطئة" وبأن الإعلام لم يكلّف نفسه حتى عناء التأكد من المعلومة من مصدرها الرسمي." بيان "الهجوم" على الصحافة غير المبرر وبتلك الطريقة التي تحوّلت إلى "سياسة" إتحادية زطشي في التعامل مع السلطة الرابعة، سرعان ما تم حذفه لحظات فقط بعد نشره على الموقع الرسمي، دون أن يصدر، بالمقابل، بيانا "توضيح" أو بيان "اعتذار" تعترف فيه بأنها (الإتحادية) هي التي تنشر أخبارا غير صحيحة، طالما أن "الحذف" يقدّم قراءة واحدة على أن بيان التفنيد يحمل قطعا مؤشرات "تغليط الرأي العام" ويكشف بأن "الفاف" وجدت نفسها مجبرة على حذفه، لكون حتما ما تم نشره في بيان التفنيد لم يكن صحيحا بل فاقد للمصداقية، على خلاف ما نشره الإعلام في ذات الصدد وقابله "ردّة فعل" غريبة من الإتحادية، كون مصادر عديدة أكدت بأن الوزير خالدي والمدرّب جمال بلماضي التقيا فعلا قبل مباراة بوتسوانا، ولم يكن اللقاء ثنائيا.. وليس المرة الأولى التي تنشر "الفاف" بيانات ثم تحذفها دون أن تتحلى بالشجاعة وتواجه الرأي العام ببيانات أخرى تشرح فيها أسباب "الحذف" غير المبرمج، بل إن الإتحادية كثيرا من نشرت بيانات تؤكد فيها أخبارا ثم تنشر بيانات أخرى في وقت وجيز تنفي ما كتبته على موقعها، على غرار بيان الإعلان عن زيارة رئيس "الفيفا" جياني أنفانتينو للجزائر الذي أعقبه بيانات بتأكيد عدم قدوم رئيس "الفيفا" في فترة لم تتجاوز ال 24 ساعة، وهي حقائق تبرز تخبط "إتحادية" زطشي وإصرارها في آخر أنفاس العهدة على ترسيخ سياسة "العداء" وتعزيز نظرية المؤامرة والترويج لبرنامج "وهمي" قوامه انتقاد المكتب السابق وكل مَن يفكّر في خلافة زطشي على رأس الإتحادية، وكأن "الفاف" تحوّلت، قياسا بذرف الدموع لرئيسها على مغادرته الكرسي ومعه أعضاء مكتبه الفدرالي والمقربين منه، إلى شركة خاصة ذات مسؤولية محدودة، رغم أن الأمر يتعلق بمجرد جمعية يُفترض أن يُسيرها أعضاء متطوعون.