اقترح مخبر تفكير مختص في دراسة المخاطر على الإدارة الأمريكية الجديدة إيلاء أهمية أكبر للجزائر، في إطار استراتيجيتها للحد من النفوذ الروسي في العالم. ذكر مركز "غلوبل ريسك إنسايت"، في ورقة له نشرت على موقعه مؤخرا، أن على الولاياتالمتحدة أن تستغل الفرصة لتصويب السياسة الأمريكية ومسح آثار إدارة ترامب في إفريقيا ومد يدها للجزائر. وانتقد المركز عدم إبداء الإدارة الجديدة اهتماما بمنطقة شمال إفريقيا، قائلا إن الرئيس الأمريكي الذي وضع نصب عينه مواجهة روسيا، ترك إفريقيا بعيدا عن اهتمامه وركز بدلاً من ذلك على هزيمة الكرملين. "لكن هزيمة الدب الروسي ومساعدة الجزائر هو الشيء ذاته" يوضح المخبر "بالكاد يمكن القيام بأحدهما من دون الآخر". ورأى أن من "خلال تجاهل الجزائر، يقع بايدن في فخ قاتل يمكن أن يعرض المنطقة للخطر ويجلب القوات الروسية مباشرة إلى أبواب الحلف الأطلسي (جنوب غرب أوروبا)"، محذرا "إذا لم تتصرف الولاياتالمتحدة فسوف تعزز موسكو نفوذها وتطلق سباق تسلح محفوف بالمخاطر في شمال إفريقيا". ومن هذه البوابة يغرق المركز في توقعات وسيناريوهات تخفي عملية تحريض على الجزائر، من خلال اللعب على ورقة المخاوف من احتمال تعزيز النفوذ العسكري الروسي في الجزائر على شاكلة ما يحوز عليه الروس في شرق المتوسط. وتحدث المركز في ورقته على سيناريو تدهور الوضع الاقتصادي في الجزائر، واحتمال استغلال الرئيس الروسي الفرصة لوضعها ضمن "المدار العسكري" لروسيا، مشيرا إلى النزعة التوسعية لموسكو في المنطقة، من خلال التدخل في ليبيا الذي مكن الكرملين من السيطرة على احتياطيات النفط في البلد، مواصلا زحفه البطيء على أوروبا الغربية عبر البحر الأبيض المتوسط. ويفترض أن الروس لن يترددوا في انتهاز الفرصة لنشر الجنود وتأمين آبار النفط، وإظهار قواتهم في منطقة نفوذ حلف الناتو (البحر المتوسط). ولتجنب هذا السيناريو، يقترح المركز اتخاذ خطوات إضافية لقطع طريق موسكو الجديد المحتمل إلى أوروبا الغربية عبر الجزائر العاصمة. ويقوم على ابتكار الولاياتالمتحدة وسيلة لمساعدة الجزائر مع الاستفادة من النفوذ الاستراتيجي لحلفائها. ويطرح في هذا الجانب إطلاق تنسيق أمريكي مع إيطاليا وإسبانيا، وهما من أكبر مستوردي النفط (الغاز) للجزائر. ويرى أنه يمكن لإيطاليا وإسبانيا ممارسة الضغط التجاري وإجبار سلطة الجزائر على العودة إلى طاولة المفاوضات. (في إشارة إلى التوقف عن شراء الغاز الجزائري). وجاء في التقرير "يجب على بايدن أن يحد من ميول الجزائر نحو روسيا. يجب أن يتغلب على إحجام الجزائر عن التفاوض مع واشنطن (بالأحرى الخضوع)، ومطالبتها بالمشاركة الدائمة في المجتمع العالمي من خلال الهيئات المدعومة من الولاياتالمتحدة مثل منظمة التجارة العالمية. مشيرا إلى الفوائد التي ستعود إلى الجزائر مستقبلا، رغم تكلفة ذلك الاجتماعية، في حالة انضمامها إلى منظمة التجارة العالية. وجاء في الورقة "قد يرفض الجزائريون إجراءات التقشف الحادة التي يمكن أن تتبعها كشرط للعضوية. ومع ذلك، فإن هذه لا تضاهي المساعدة القوية التي يمكن أن تقدمها أمريكا مقابل تعاون الجانب الجزائري". وخلصت للقول "تحتاج الولاياتالمتحدة إلى سياسة حازمة ومنسقة وفعالة لتحقيق الاستقرار في الجزائر وعرقلة تقدم روسيا الغاضب عبر شمال إفريقيا. ودون ذلك، فإن هدف الرئيس الأمريكي جو بايدن في احتواء نظيره الروسي فلاديمير بوتين يشبه أرباح النفط الجزائرية "فكلاهما لا يمكن تعويضه".