أعلن حاكم المصرف المركزي في سريلانكا، الذي قاوم الدعوات المتتالية لقبول مساعدة صندوق النقد الدولي، عن استقالته على خلفية تصاعد الاحتجاجات في الجزيرة حيث تتفاقم الأزمة الاقتصادية. وقال محافظ البنك المركزي، أجيث كابرال، اليوم الإثنين، إنه قدم استقالته غداة استقالة 26 عضوا في الحكومة من أصل 28، أي باستثناء رئيس البلاد غوتابايا راجاباكسا وشقيقه رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، للسماح لإدارة جديدة بإدارة الأزمة. من جهته، دعا رئيس سريلانكا راجاباكسا المعارضة للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وذلك بعد استقالة جميع وزراء حكومته، في حين تمتد تظاهرات مطالبة باستقالته في الجزيرة. وأعلن مكتب راجاباكسا في بيان اليوم الإثنين أن "الرئيس يدعو كافة الأحزاب السياسية في البرلمان إلى القبول بمناصب وزارية والانضمام إلى جهود البحث عن حلول للأزمة الوطنية". وقبيل دعوة الرئيس، أوقفت بورصة كولومبو التداول فانخفض مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 5.92 بالمائة بعد الافتتاح مباشرة، كرد فعل على الاستقالة الجماعية للوزراء. وجرت احتجاجات، في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، بسبب النقص الحاد في السلع الأساسية والارتفاع الهائل في الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، في غياب تام لأي مؤشر على انهاء الازمة الاقتصادية. وتفاقمت الأزمة مع تفشي جائحة كوفيد-19، التي قضت على السياحة وأوقفت التحويلات المالية من السريلانكيين العاملين في الخارج، فيما فرضت السلطات حظرا واسعا على الواردات في محاولة لادخار العملات الأجنبية. وأزمت قرارات سياسية غير موفقة هذه المشاكل بحسب خبراء اقتصاد. فقد حرمت تخفيضات ضريبية غير مناسبة قبيل الجائحة الدولة من إيرادات، وأدت إلى ارتفاع عبء الدين. وقد تطيح الأزمة الحالية بالأمل بانتعاش القطاع السياحي. وطلبت سريلانكا مساعدة صندوق النقد الدولي، إلا ان المفاوضات قد تستمر حتى نهاية العام الحالي. وفرض الرئيس راجاباكسا حالة الطوارئ الجمعة، غداة محاولة مئات المتظاهرين اقتحام منزله في العاصمة كولومبو، وفرض حظر تجول على مستوى البلاد حتى صباح اليوم الإثنين. كما تم حظر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لوقف الاحتجاجات المتصاعدة، حيث قال موقع "نت بلوكس" الذي يراقب عمليات حجب الأنترنت في العالم، إن "سريلانكا فرضت حظرا وطنيا على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر تقييد الوصول إلى منصات مثل تويتر وفايسبوك وواتسآب ويوتيوب وإنستغرام".