شارك الآلاف من المتظاهرين في مسيرة حاشدة وسط العاصمة التونسية، استجابة لدعوات جبهة الخلاص (ائتلاف سياسي ومدني يضم مجموعة أحزاب وقوة مدنية)، رفضا لما تصفه قوى الجبهة " بالانقلاب على الدستور" وشاركت قيادات من حركة النهضة وحركة أمل التي يقودها نجيب الشابي، وائتلاف مواطنون ضد الانقلاب والجبهة الديمقراطية وائتلاف جبهة الدفاع عن الحريات وشخصيات مستقلة في المظاهرة التي سارت عبر شارع باريس الى غاية شارع الحبيب بورقيبة وتوقفت عند المسرح البلدي. وتعد هذه المظاهرة الأكبر التي تنظمها ائتلاف جبهة الخلاص المعارضة منذ أشهر، ورفعت فيها شعارات تعبر عن رفض الاستفتاء على الدستور المقرر يوم 25 جويلية المقبل، وردد المتظاهرون "هذه تونس ليست مصر، الثورة تستمر" ، و" لا للانقلاب" ورفعت لافتات تؤكد رفض المحاكمات العسكرية للناشطين المدنيبن .
وقال الناشط عمار محرز ل "الخبر" إن هذه المسيرة هي تعبير عن رفض الشعب التونسي للخيارات الانفرادية لللرئيس قيس سعيد، نحن نرفض أن تتم صياغة دستور للبلاد بهذه الطريقة"، واعتبر ان "مجموع القوى السياسية والمدنية ترفض المسار القائم باعتباره مسارا منفردا". وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمته التي ألقاها خلال المظاهرة أن "قيس سعيّد ونظامه المنقلب يعيش عزلة داخلية كبيرة وخارجية، عبرت عنها كل القوى، هناك انقلاب على الدستور، وهذا ما جعل البلاد تتخبّط في أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية غير مسبوقة، كما أن الحكومة أصبحت عاجزة على توفير المواد الأساسية في السوق". وتأتي هذه المظاهرة الصاخبة، عشية تسليم رئيس لجنة صياغة الدستور، الصادق بلعيد، لمسودة الدستور الجديد الى الرئيس قيس سعيد غدا الاثنين، والذي سيقوم بقراءة أخيرة قبل طرح المسودة النهائية في ال 30 يونيو الجاري، تمهيدا لطرحها على الاستفتاء في 25 جويلية المقبل .