هاجم الرئيس التونسي قيس سعيد قوى المعارضة السياسية المناوئة للاستفتاء على الدستور الذي يجري الاستفتاء عليه اليوم الإثنين، واتهم هذه القوى بالعمل على إرباك الاستفتاء والسعي لإطلاق ما وصفها بالمغالطات السياسية، فيما اعتبرت الهيئة العليا للانتخابات انها تدرس تصريحات الرئيس لكونها خرقا للصمت الانتخابي. وقال سعيد في تصريح للصحافيين، عقب تأدية واجبه الانتخابي "سنكتب معا تاريخا جديدا في البلاد يقوم على مسؤولية المسؤول أمام الشعب، والشعب التونسي مطالب بأن يحسم هذا الأمر، وأن يصوت بكل حرية، وأن يقول نعم أو يقول لا للدستور الجديد"، مرجحا أن يكون موقف التونسيين الموافقة على الدستور، بالاستناد الى ما اعتبره موقف التونسيين من قراراته في 25 جويلية 2021" لاحظتم في هذا التاريخ، كيف خرج التونسيون في كل مكان مستبشرين بتجميد أعمال مجلس النواب سيئ الذكر". ووجه قيس سعيد اتهامات لقوى المعارضة التي تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء، مشيرا إلى أن هذه القوى هي نفسها التي كانت تطالب قبل فترة بحل مجلس النواب،" لكنهم صاروا اليوم يجتمعون في الشوارع ويطالبون بمقاطعة استفتاء وهذا دليل على أن المواقف التي كانوا يعبرون عنها غير صادقة وأنها كانت تعبير عن مصالح". ووصف قيس سعيد المخاوف المعلنة بشأن عودة نظام الاستبداد والديمقراطية، بأنها "مغالطات وكذب"، مشيرا إلى أن "من يقولون ذلك إنما يمارسون الكذب، إنهم يتجمعون بكل حرية ويتظاهرون بكل حرية، وتحت حماية البوليس، ويطلقون التصريحات، وأنا لم أرفع قضية ضد أي منهم "، مشيرا إلى أن هذه القوى "نكلت بالشعب في هذه العشرية التي يتفق الجميع على أنها عشرية سوداء، بينما نسعى بعد الإعلان عن النتائج إلى بناء جمهورية جديدة". لكن تصريحات الرئيس قيس سعيد لم تمر دون تعليق من قبل الهيئة العليا للانتخابات، وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة محمد تليلي المنصري خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن نسبة التصويت الأولية "بخصوص تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد في فترة الصمت الانتخابي مجلس الهيئة سيتولى متابعة التصريحات والنظر في كل التقارير قبل صدور النتائج ". وقال رئيس جمعية عتيد، أبرز الجمعيات المدنية لمراقبة الانتخابات والسياسات الحكومية، بسام معطر في تصريح صحفي، إن الرئيس قيس سعيد قام بخرق للصمت الانتخابي، وتصريحاته اليوم تدخل ضمن الدعاية الانتخابية.