تشهد المملكة في الآونة الأخيرة نهضةً غير مسبوقة في كافة المجالات والتي من أهمها القطاع السياحي، وذلك انسجاماً مع ما ارتأته قيادتها ممثلةً في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- من ضرورة الاعتناء بالسياحة في المملكة أخذاً في الاعتبار المقومات السياحية التي حباها المولى عز وجل بها إذ شرفها بخدمة الحرمين الشريفين واحتضانها للكثير من المزارات ذات الدلالة التاريخية والتي يعود معظمها إلى صدر الإسلام، كما احتوت أيضاً على شواهد أثرية لحضارات ضاربة في عمق التاريخ الإنساني، بالإضافة إلى تمتعها بتنوع فريد من الأقاليم الجغرافية والمناخية. القيادةُ في المملكة أدركت منذ البداية أن النهضة السياحية لن تتحقق ما لم يرافقها خطواتٌ جريئة في المسار القنصلي، فتم بناء على ذلك استحداث أنواع غير مسبوقة من تأشيرات الدخول كالتأشيرة السياحية، ثم تأشيرة المرور للزيارة التي تتيح لحاملها التجول في المملكة وأداء شعيرة العمرة خلال أربعة أيام. كذلك سهلت المملكة منح تأشيرات دخول عند الوصول إلى عدد من الفئات ضمن ضوابط ميسرة وغير معقدة. من جهة أخرى، حرصت قيادة المملكة على ألا تكتفي باستحداث التأشيرات، بل امتد اهتمامها أيضاً إلى سن القوانين والأنظمة الكفيلة برعاية السياح وصحتهم وأمنهم وتنظيم العلاقة بينهم وبين الجهات التي تخدمهم في المملكة، كما لم تغفل أهمية تأهيل الكوادر البشرية وتدريبها لأداء ما يُناط بها في هذا السياق على أكمل وجه وبما يعكس الصورة المشرقة للسياحة في المملكة ويُعلي من قيم شعبها المضياف وإرثها الثقافي والحضاري. ذ وفي الختام، أود اغتنام هذه الفرصة للتأكيد مجدداً باسمي ونيابة عن زملائي منسوبي سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجزائر الشقيقة بأننا يسعدنا دائماً تقديم كافة التسهيلات الممكنة للأشقاء الجزائريين من أجل أن تكون زيارتهم إلى بلادنا سعيدة وآمنة، متطلعين إلى مستقبل تزيد فيه مساحة المعرفة والفهم والمودة بين الشعبين السعودي والجزائري ونحو ترسيخ قيم المودة والأخوة الراسخة والعميقة. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر