كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في افتتاح منتدى لرجال الأعمال الجزائريين بمدينة لشبونة البرتغالية، أن الجزائر انطلقت في إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن برنامج تطوير قطاع الطاقات المتجددة،ويأت تصريح رئيس الجمهورية في سياق رفع الجزائر رهان الاستثمار في إنتاج الطاقات المتجددة، على غرار الهيدروجين الذي تمتلك فيه إمكانيات معتبرة. و أكد الرئيس عبد المجيد تبون في سياق متصل "سنقوم بعرض المنتج على الدول الأوروبية في إطار شراكة اقتصادية مستقبلية"،ويأت تصريح الرئيس في سياق توجه جزائري لتنويع مصادر الطاقة،و الخروج من دائرة الارتكاز فحسب على الطاقات الأحفورية. وقد أكد الرئيس عبد المجيد تبون في فيفري 2022 على امكانية أن تكون الجزائر فاعلًا أساسيًا فيمجال الهيدروجين الأخضر، والقيام بدور رئيس في مسار تحول الطاقة خلال السنوات المقبلة و أشار تبون، إن الأفضلية التي تصبو إليها الجزائر في مسار التحول الطاقوي خلال السنوات المقبلة تكمن أيضًا في إمكان انخراطنا بأكثر الحلول المناخية نجاعة، وهو الهيدروجين. و تمتلك الجزائر مقومات أساسية،بداية بالقدرات في مجال الطاقة الشمسية،و الموارد من الغاز الطبيعي،إضافة الى البنى التحتية و المنشآت القاعدية ، مما يضعها في وضع جيد لإنتاج الهيدروجين الأخضر وربما الأزرق انطلاقا من الغاز الطبيعي مع التقاط الكربون وتخزينه بتكاليف تنافسية، مما يجعلها مرشحة لان تتحول الى فاعل في القطاع ،و الانتقال الى مجال التصدير الى أوروبا،على خلفية شراكات يتم تجسدها. بالمقابل، فان سياسة الطاقة الأوروبية، القائمة على محايدة الكربون التي تهدف إلى استبدال الطاقات الأحفورية من خلال تطوير الطاقات المتجددة والهيدروجين، لاسيما الأخضر، تدعم التوجه الى تطوير البدائل من بينها الهيدروجين الأخضر. و جدير بالتذكير أنه تم تشكيل في ماي 2022 لجنة وزارية، لإعداد إستراتيجية تطوير الهيدروجين الوطنية، تضم عدّة قطاعات، هي الطاقة، والانتقال الطاقوي، والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى الشركات الناشئة والمالية والمحافظة للطاقات المتجددة والفعالية الطاقية. ومن أجل تحديد رؤية الجزائر بشكل أفضل فيما يتعلق بتطوير الهيدروجين، وخاصة الأخضر، وانعكاساته الاستراتيجية والاقتصادية والبيئية، متوسطة وطويلة الأجل، تم أيضا التحضير لورقة طريق وطنية من طرف مجموعة عمل تتكون من وزارة الطاقة والمناجم، وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكذلك محافظة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية. وهذه المجموعة التي تأسست نهاية نوفمبر 2021، عقدت عدة اجتماعات عمل ووضعت تقريرا عن العناصر الأولية لإستراتيجية تطوير الهيدروجين في الجزائر.
تملك الجزائر قدرات قابلة للاستغلال في مجال الطاقات المتجددة ، بصحراء مساحتها أكثر من 200 مليون هكتار، فبالنسبة لكمون الطاقة الشمسية فان متوسط التشميس على المستوى الوطني 3 آلاف ساعة سنويا ،وهو معدل من بين أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم وعلى مستوى الصحراء الكبرى الجزائرية التي تمثل 80 بالمائة من مساحة الوطن ، يمكن أن تصل إلى 3900 ساعة سنويا ،أما الإشعاع الشمسي الوارد يمكن أن يتجاوز سنويًا 2500 كيلوواط ساعي في المتر مربع. و تعمل الجزائر على تنفيذ برنامج وطني لتطوير توليد الكهرباء من الموارد المتجددة، والذي يهدف إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط، بحلول 2035، بمعدل إضافة 1000 ميغاواط سنويًا. و أشار مجلس طاقة الرياح العالمي أن الجزائر من ضمن الدول التي تتمتع بإمكانات ملحوظة في طاقة الرياح، و تشير تقديرات الشركة المالية الدولية التابعة للبنك الدولي في تقرير "آفاق الطاقة في افريقيا 2019"، أن الجزائر تمتلك قدرات في مجال طاقة الرياح الأكبر في القارة الافريقية بنحو 7700 جيغاواط ،وأعيد التقرير بالتعاون مع المجلس العالمي لطاقة الرياح "غلوبال ويند اينرجي كونسل". مع العلم ان الجزائر أقامت محطة لطاقة الرياح "كابرتان" بقدرة 10.2 ميغاواط في جوان 2014 بأدرار التي يتم ضخ الطاقة المنتجة من قبلها في الشبكة . وسعيا لضمان تنويع مصادر الطاقة ،تعكف الجزائر حسب تقارير متخصصة إلى ضمان تطوير الطاقة الكهرومائية،الى جانب الطاقات المتجددة ،خاصة و أن هذه الطاقة كانت متوفرة في السابق . ويمكن أن تشكل الطاقة الكهرومائية باستغلال و توظيف السدود مورد مهم للطاقة،الى جانب الطاقات الاحفورية التقليدية من النفط و الغاز و الطاقات المتجددة ،و تحوز الجزائر على حوالي 13 محطة للطاقة الكهرومائية و فيما اعتمدت الجزائر برامج تطوير الطاقات المتجددة خاصة الشمسية عبر مشروع "سولار" بالخصوص لانتاج 1000 ميغاوات ،و الوصول الى انتاج 15 ألف ميغاوات آفاق 2030. و تمتلك الجزائر أكبر حقول الطاقة الشمسية بالعالم، ولديها فترة تشميس من 2000 الى 3000 ساعة سنوياً على كامل التراب الجزائري، ويمكن أن تصل حتى 3900 ساعة خاصة في المرتفعات والصحراء. وتهدف الجزائر لإنتاج نحو 22 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة خلال السنوات العشر المقبلة، أو 27% من احتياجات البلاد من الكهرباء، بحلول عام 2030. و تم تطوير محطة شمسية غازية بحاسي الرمل بقدرة 150 ميغاوات ،فضلا عن محطة لطاقة الرياح بأدرار بقدرة 10 ميغاوات ،فضلا عن ذلك فان توجها بالمقابل،لتطوير الطاقة الكهرومائية قائم ،بداية بتأهيل محطات الطاقة الكهرومائية،و النظر في إمكانية استغلالها عبر توظيف الموارد المائية المتاحة من وديان و مجاري.