تقع على عاتق الرئيس المدير العام الجديد، رشيد حشيشي، مهام متعددة، وهو الإطار ابن الشركة الوطنية الذي تمرس فيها لا سيما ميدانيا لمدة تقارب ثلاثة عقود، وتولى رئاسة المجمع لمدة ناهز سبعة أشهر سنة 2019، وقد حدد حشيشي خلال تسليم مهامه خارطة الطريق التي تضمنت أولوياته والأهداف التي ينتظر تحقيقها، على رأسها تلبية حاجيات البلاد من جميع أنواع المحروقات ومشتقاتها. وحدد الرقم الأول الجديد لسوناطراك، رشيد حشيشي الذي نصب خلفا لتوفيق حكار، المحاور الرئيسية لإستراتيجيته، بداية بدعم إنتاج المحروقات وتثمين المخزون وإيلاء أهمية للتصدير، فضلا عن ضمان استمرارية الشركة وتكريس قوتها، من خلال إبراز أهم المجالات بدءا بالاستكشاف والاستغلال والإنتاج أو المنبع إلى المصب ممثلا في البتروكيمياء والتكرير، فضلا عن شبكة نقل المحروقات، وانخراط سوناطراك في التخصصات الجديدة في سياق تنمية "المزيج الطاقوي"، ممثلا في الطاقات المتجددة وأيضا تحلية مياه البحر. وأفاد حشيشي في تحديد الأهداف المسطرة إلى "تلبية حاجيات الوطن من جميع أنواع المحروقات ومشتقاتها، وتوجيه الفائض للتصدير لتلبية حاجيات الدولة الجزائرية من الموارد". وللوصول إلى هذه الأهداف، أبان رشيد حشيشي على عدة محاور مترابطة منها "الاستكشاف لتعويض وتجديد المخزون وضمان ديمومة الشركة، فالشركة تكون قوية بمخزونها، فضلا عن الإنتاج والتطوير من البترول والغاز والمكثفات وغاز البترول المسال، حيث يعتبر هذا الجانب حيويا لتزويد الوحدات الخاصة بتكرير البترول والمكثفات، وكذا مركبات البتروكيمياء وتمييع الغاز". وعرج حشيشي إلى الإشارة إلى مجال نقل المحروقات عبر الأنابيب والبواخر، والتسويق الذي يعد عنصرا أساسيا لتثمين الموارد المتاحة للاستفادة من كل قيمة مضافة، معتبرا بأن هذه النشاطات تعتبر القلب النابض للشركة، دون إهمال جوانب تخص تطوير الطاقات المتجددة التي يلعب فيها سوناطراك دورا أساسيا لتطوير وتنويع الموارد". ولم يستثن حشيشي أهمية الموارد البشرية الذي يعد رأس مال حقيقي في تحقيق الأهداف المسطرة للشركة والنهوض به إلى مستوى الرهانات الإستراتيجية لسوناطراك. سوناطراك المصنفة كأهم شركة رائدة في القارة السمراء، ومن أهم مورد للجباية (5548 مليار دينار في 2022)، سجلت حصيلة وصفت بالإيجابية، بداية بمستويات الإيرادات، فقد بلغت إيرادات صادرات المحروقات لسوناطراك خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى ماي 2023، نحو 21 مليار دولار، وأفاد مشروع قانون المالية التصحيحي لسنة 2023، إلى توقع بلوغ إيرادات صادرات المحروقات برسم هذه السنة 47.5 مليار دولار، بالمقابل تم رفع قدرات الإنتاج إلى مستوى يقارب 200 مليون طن في السنة، كما تم الانتهاء من إعادة التفاوض عن 9 عقود الغاز مع الشركاء ومراجعة العقود من مجموع 11 عقدا. وقدر إجمالي الإنتاج الأولي للمحروقات في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية 80 مليون طن مكافئ نفط نهاية ماي 2023، بزيادة قدرها 2 في المائة مقارنة بنحو 79 مليون طن مكافئ للنفط نهاية ماي 2022 بنسبة نمو بلغ 2 في المائة. بالمقابل، قدر حجم مبيعات المحروقات خلال نفس الفترة 68 مليون طن مكافئ نفط، بزيادة نسبتها 2 في المائة مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من 2022، منها 38 مليون طن نفط مكافئ تم تصديرها، مقابل مبيعات ب67 مليون طن مكافئ نفط منها 37 مليون طن صدرت ما بين جانفي ونهاية ماي 2022، ومن مجموع المبيعات المسجلة، تم تخصيص 30 مليون طن مكافئ النفط للسوق الوطني، مقابل 38 مليون طن مقابل النفط للتصدير، أي أن السوق المحلي يمثل نحو 44.11 في المائة من مجموع المبيعات. ومن المشاريع المسطرة من قبل سوناطراك لدعم الإنتاج من المحروقات، على غرار مشروع حاسي رمل "بوستينغ" وتطوير حقل "تيهرت" و"ايسارن"، كما عرف النصف الأول من السنة تسجيل 10 اكتشافات جديدة للمحروقات. وعلى صعيد متصل، كشفت إحصائية سنة 2022 لمجمع سوناطراك، عن تحقيق 15 اكتشافات جديدة للمحروقات، منها 12 بجهود ذاتية من سوناطراك و3 بالشراكة، وإتمام 37 عملية حفر للآبار في مجال الاستكشاف و112 بئر في مجال التطوير، مع بلوغ إجمالي الإنتاج الأولي 189.6 مليون طن مكافئ للنفط. وقد قدر مجموع إنتاج النفط الخام في سنة 2022، بنحو 45.5 مليون طن مكافئ للنفط منها 29.5 مليون طن بجهود خاصة لسوناطراك و16.0 مليون طن بالشراكة، فيما بلغ مجموع إنتاج المكثفات 8.1 مليون طن، وبلغ إنتاج غاز البترول المسال 8.3 مليون طن، فيما قدر الإنتاج الإجمالي في سنة 2022 للغاز الطبيعي 132.7 مليار متر مكعب منها 109.8 مليار متر مكعب بالجهود الذاتية لسوناطراك و22.9 مليار متر مكعب بالشراكة. فيما بلغت شبكة نقل المحروقات لسوناطراك 21.189 كيلومتر، محققة نقل ما مقداره 154.3 مليون طن مكافئ للنفط. أما فيما يتعلق بالتمييع والفصل، فقد قدر إنتاج الغاز الطبيعي المسال في سنة 2022 بنحو 22.8 مليار متر مكعب بالنسبة للغاز الطبيعي المميع، و8.3 مليون طن لفصل غاز البترول المسال. وقد شهدت قدرات التكرير نموا في سنة 2022، حسب حصيلة سوناطراك، إذ بلغ حجم النفط المعالج والمكرر 25.5 مليون طن، مقابل 4.9 مليون طن بالنسبة للمكثفات، وبلغت قدرة إنتاج المصافي 29.0 مليون طن من المواد البترولية والمشتقات، فيما بلغت بالنسبة للوحدة البتروكيميائية إجمالا بنحو 123.6 مليون طن. وأضحت سوناطراك أهم ممون لإيطاليا بالغاز الطبيعي، كما تمت المحافظة على مكانة ريادية بالنسبة إلى السوق الإسباني. واتخذت سوناطراك خطوة في مكافحة الفساد والرشوة بإطلاقها بتاريخ 10 سبتمبر 2023، منصة إبلاغ رقمية تسمى "سوناطراك الامتثال ضد الفساد والرشوة: تكلم/ سبيكاب". وتعتبر منصة الإبلاغ آلية تبليغ وتنبيه تندرج في إطار مقاربة استباقية اعتمدتها سوناطراك، مستندة في ذلك للمعيار إيزو 37001 المتعلق بمنظومة إدارة مكافحة الفساد والرشوة، وتمثل منصة الامتثال ضد الفساد والرشوة في سوناطراك: سبيكاب أول منصة رقمية للإبلاغ عن أفعال الفساد والكشف عنها على المستوى الوطني.
رشيد حشيشي في سطور
رشيد حشيشي من مواليد 24 أفريل 1964، سبق وأن ترأس شركة سوناطراك في الفترة الممتدة من 24 أفريل 2019 حتى نوفمبر 2019، حيث خلفه كمال الدين شيخي وهو، متحصل على شهادة دولة في الهندسة من المعهد الوطني للمحروقات والكيمياء، دفعة 1987. وقد التحق رشيد حشيشي بسوناطراك في سبتمبر 1987، وعمل في أقصى الجنوب لمدة 27 سنة، له خبرة 36 سنة في سوناطراك، وقد مارس عدة مناصب ومسؤوليات خاصة بنشاط المنبع بولايات الجنوب لمدة 27 سنة وكذا على المستوى المركزي لمدة 09 سنوات، وقد ترأس إدارة مجمع سوناطراك لمدة سبعة أشهر، قبل أن يخلفه في المنصب كمال الدين شيخي، ليعين مجددا في الثاني من أكتوبر الجاري، وهو الرئيس المدير العام 19 منذ تأسيس شركة سوناطراك في 31 ديسمبر 1963، وكان أول رئيس مدير لها بلعيد عبد السلام من 1963 إلى 1966، وخلفه سيد احمد غزالي ما بين سنوات 1966 و1979.