دعا وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، اليوم الخميس بالرياض، إلى تطوير التبادلات التجارية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية إلى مستوى يعكس الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة للبلدين. وفي كلمة ألقاها خلال أشغال منتدى الأعمال الجزائري-السعودي، أكد زيتوني على ضرورة "تعزيز علاقات التعاون من خلال تطوير التجارة البينية، التي تبقى لا تعكس مستوى القدرات التي يزخر بها البلدان، وكذا توسيع مجالات الاستثمار، خاصة وأن المستثمر السعودي يعتبر شريكا موثوقا به ومتمكنا من التقنيات الحديثة المستعملة في شتى المجالات". وفي هذا السياق، لفت الوزير إلى أن السعودية تمثل الشريك الثاني للجزائر على المستوى العربي، حيث بلغ الحجم الإجمالي للتبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية 407.07 مليون دولار، بلغت حصة الصادرات الجزائرية منها 25.69 مليون دولار فقط، بينما عرفت الواردات الجزائرية خلال نفس الفترة 381.28 مليون دولار. وأضاف أن حجم المبادلات التجارية مع السعودية، خلال السنوات الأربع الأخيرة، تراوح بين 622.02 مليون دولار كأدنى حد سجل خلال 2020 946.89 مليون دولار كأقصى حد سجل في 2022. و"بالرغم من العجز الذي تعكسه هذه الأرقام، إلا أننا نبقى متفائلين بمستقبل زاهر بين بلدينا مبني على مبدأ رابح-رابح، في عدة قطاعات استثمارية تزخر بمقومات وآفاق واعدة،أهمها المناجم، والزراعة، والصناعة التحويلية والغذائية، المساحات التجارية الكبرى والمنتجعات السياحية"، يقول الوزير. وبهذا الخصوص، ذكر زيتوني بجملة الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لاسيما من خلال اعتماد قانون الاستثمار الجديد الذي يمنح الشفافية وامتيازات واعدة في شتى المجالات، يؤكد الوزير. و"بدأت هذه الاستراتيجية تؤتي بثمارها"، حسب زيتوني الذي أكد في هذا الإطار بأن الجزائر حققت العديد من الإنجازات في المجال الاقتصادي،على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، تعكسها المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، على الرغم من الأزمة التي شهدها الاقتصاد العالمي. وأضاف بأن "الاقتصاد الجزائري قد تعافى سريعا من اثار جائحة كورونا، ويتوجه اليوم ليصبح اقتصادا فاعلا على المستوى الدولي، وذلك من خلال اعتماد الدولة على برنامج الإنعاش الاقتصاد ي الشامل ومتعدد الأبعاد، الذي ساهم في تحسين معدلات النمو وزيادة معدل صادرات الجزائر خارج المحروقات، حيث قفزت من 2.8 مليار دولار في 2019 الى 7 مليار دولار سنة 2022". وفي كلمته، استعرض الوزير جهود الجزائر لإقامة منصات للترويج للمنتوج الوطني في البلدان التي تعتبرها أسواقا استراتيجية لها،لاسيما في منطقة غرب إفريقيا، وكذا المشاريع "الواعدة" في مجال استغلال الثروات المنجمية على غرار مشروع "غار جبيلات" الضخم ومركب الفوسفات. ودعا إلى استغلال مختلف المزايا التي تتمع بها الجزائر لاسيما موقعها "كبوابة إفريقيا بامتياز"، خاصة بعد دخول منطقة التجارة الإفريقية الحرة حيز التنفيذ وتحويل الطريق العابر للصحراء في جزئه الجزائري إلى رواق اقتصادي. وجرت أشغال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال الجزائري-السعودي تحت إشراف السيد زيتوني، رفقة وكيل وزير الاستثمار السعودي، بدر بن ابراهيم البدر، بحضور القائم بالأعمال بالنسبة بسفارة الجزائر بالسعودية، بشير بخوش وتميز المنتدى بحضور عدد هام من الشركات السعودية والجزائرية، وممثلي مجتمعي الأعمال في البلدين، على رأسهم رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري،كمال مولى، ورئيس اتحاد الغرف السعودية، حسن بن معجب الحويزي وكان زيتوني قد شرع أمس الأربعاء في زيارة عمل، على رأس وفد من رجال الأعمال، إلى السعودية، في اطار تعزيز وتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.