قالت مجلة الجيش، أن مبدأ السيادة الوطنية بالنسبة للجزائر كان وسيبقى دوما أحد المقومات الأساسية للدولة، وخطا أحمرا لا يسمح بتجاوزه بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف أو مسمى. وتتطرقت افتتاحية المجلة في عددها الأخير رقم 727، إلى المحطات الفارقة في مسيرة الجزائر التي تترجم تمسك رجالاتها المخلصين بسيادتنا الوطنية هذا الشهر ومنها ذكرى اليوم الوطني للشهيد المصادف ل 11 فيفري، وهو اليوم الذي يخلد تضحيات شهدائنا الأبرار المحفوظة إلى الأبد في ذاكرة الأمة، ومناسبة تعود كل سنة، تحتنا على ضرورة صون ما تحقق من مكاسب ثمينة على خطى بناء الدولة الجزائرية على أسس قوية جزائر حريصة أشد الحرص على تعزيز سيادتها واستقلالها والحفاظ على المصلحة العليا للوطن في كل الظروف. وتابعت الإفتتاحية، أنه وحينما قرر شعبنا الأبي تغيير مسار التاريخ وكان له ما أراد أخذ مصيره بيده وانطلق في تنمية البلاد على كل الأصعدة بغرض بناء جزائر قوية كان منطقيا أن تسترجع بلادنا سيادتها على مقدراتها الوطنية وأراضيها ومياهها وأجوائها كاملة غير منقوصة. وواصلت أنه وبعد مرور سنوات قليلة على افتكاك الاستقلال وفي قرار سيادي، استرجعت بلادنا القاعدة البحرية المرسى الكبير" في 2 فيفري 1968، وهو ما يعتبر خطوة تاريخية، ومنذ ذلك الحين حققت قواتنا البحرية على غرار كل مكونات الجيش الوطني الشعبي، إنجازات معتبرة على نهج التطور والعصرنة لا سيما في السنوات الأخيرة في ظل العناية البالغة التي أولتها إياها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. كما ذكرت الإفتتاحية، بإعلان بلادنا يوم 24 فيفري 1971 عن قرار سيادي آخر يقضي بتأميم المحروقات واسترداد مكتسباتها النفطية الوطنية. وشددت المجلة على أن الجيش الوطني الشعبي يواصل بكل اقتدار من خلال وحداته الاضطلاع بدور حيوي في مجال التأمين الشامل للنشات الطاقوية المختلفة وهو مستعد تمام الاستعداد الإحباط أي محاولة يراد بها المساس بأمن بلادنا وسيادتنا الوطنية وحرمة أراضينا. وأكدت المجلة، أن جيشنا الوطني الشعبي يستمد قوته، من العلاقة الوجدانية الوطيدة والعميقة التي تربطه بالشعب الجزائري جيش وخلافا لبقية جيوش العالم لم يتأسس بمرسوم، وإنما ولد في معاقل ثورة تحرير عظيمة تعد مثالا للشعوب التواقة للحرية والاستقلال. وما من شك أن الإنجازات المعتبرة التي ما فتئت تحققها قواتنا المسلحة على جميع المستويات إنما جاءت بفضل التلاحم الوثيق بين الشعب وجيشه. وهو التلاحم الذي تعزز بترسيم رئيس الجمهورية يوم 22 فيفري يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية وعلى حد تأكيد الفريق أول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. فإن ما تحقق وسيتحقق بإذن الله وقوته، لم يكن ليتجسد لولا ذلك التلاحم الأبدي بين الشعب الجزائري وجيشه عبر كافة مراحل تاريخنا الطويل. تلاحم لا يزال بشكل القوة الكامنة التي تحفظ بلادنا وتدفعها نحو مستقبل أفضل.