انسحب نحو 180 مترشح يساري وآخرين من معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون للجولة الثانية من الانتخابات، انسحبوا، ليلة أمس، من السباق للتشريعيات بيوم قبل انتهاء آجال إيداع الترشيحات، في "تكتيك" سياسي جديد، في إطار السعي لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من الوصول إلى السلطة، وفق ما أحصت وكالة "فرنس برس". قال زعماء الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية وتحالف الوسط الذي ينتمي له ماكرون، إنهم سيسحبون مرشحيهم في المناطق التي يحظى فيها مرشح آخر بفرصة أفضل للتغلب على حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية يوم الأحد المقبل. ولم يتضح مبدئيا إمكانية تطبيق هكذا اتفاق في حال انتماء المرشح من اليسار لحزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف، الذي يتزعمه جان لوك ميلينشون المثير للجدل. وأفادت تقارير إعلامية، نقلا عن مصادر حضرت اجتماعا مغلقا لهذا التكتل الجديد، أن ماكرون أخبر الوزراء أن منع حزب التجمع الوطني من الحصول على الأغلبية هو الأولوية القصوى، وقال المصدر إن هدف الاجتماع كان التأكيد على أن الاتفاق سيسري على مرشحي حزب فرنسا الأبية على أساس النظر في كل حالة منفردة، وأضاف المصدر إن ماكرون أنهى كلمته في اجتماع قصر الإليزيه قائلا "هجوم"، وفق المصادر ذاتها. ومن بين المنسحبين، حتى الآن، ممثلون عن الجبهة الشعبية الجديدة بالإضافة إلى ثلاثة وزراء. وتفاعل رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا، الفائز في الجولة الاولى، على قناة "تي اف ا" مع هذه التحركات باتهام الرئيس ماكرون بإقامة "تحالف غير طبيعي" مع زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون، بينما أكد رئيس الوزراء غابرييل أتال في مقابلة على نفس القناة أن الانسحابات قطع للطريق على التجمع الوطني وليست احتشادا مع اليسار. وأحصت شركة إبسوس لاستطلاعات الرأي أن الجولة الأولى أسفرت عن ترك نحو 300 مقعد من أصل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) للمنافسة بين التكتلات الثلاثة. وقالت صحيفة "لوموند" إن المترشحين الذين احتلوا المركز الثالث انسحبوا بالفعل من نحو 160 منها. وأصبح حزب التجمع الوطني الذي طالما نبذه كثيرون في فرنسا أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى. وسعت لوبان إلى تحسين صورة حزب معروف بالعنصرية ومعاداة السامية وهو أسلوب أثبت نجاحه وسط غضب الناخبين من ماكرون الذي يعتبره كثيرون من الناخبين منفصلا عن همومهم اليومية.