حتى وإن تأخر رئيس الفاف في تنحية المدير الفني الوطني، فضيل تيكانوين، إلا أن خلعه أول أمس في اجتماع المكتب الفدرالي، يعد اعترافا رسميا بفشل السياسة الفنية للفاف، وتأكيدا بأن الاتحادية سيرت الجوانب الفنية منذ سنوات بكثير من البريكولاج، رغم أن المديرية الفنية الوطنية تعد الدماغ المفكر للكرة الجزائرية، ولكنها مع الأسف تحولت الآن إلى مصلحة إدارية، مهمتها المصادقة على الديبلومات الموزعة على مدربي الدرجات المختلفة كي يرخص لهم العمل مع الفرق. والغريب في أمر الفاف، أن رئيسها كان متحفزا لهيكلة المديرية عندما عاد لقصر دالي براهيم، وسارع إلى تنحية تيكانوين في 2009، وتباحث مع الفرنسيين سبل ربط التعاون بين الفدراليتين، وذهب روراوة بعيدا عندما طلب تحويل أحد مساعدي جيرار هوليي إلى الجزائر، غير أن الجري وراء نتائج الخضر والسير وراء المنتخب الوطني، جعل كل المشاريع الهامة والمصيرية توضع جانبا، فحدث الذي حدث وبقيت المديرية في أسوأ أحوالها، ليعيد روراوة «عمي فضيل» إلى المنصب بعدما أثيرت زوبعة على بقاء المديرية من دون مسؤول طوال سنة كاملة، لكن القرار الذي اتخذ حينها كان خطأ ثانيا ترتكبه الفاف التي ناقضت نفسها بإعادة تيكانوين، وها هي الآن نفس الاتحادية تقيل التقني المخضرم، ولا أحد فهم الأسباب التي جعلت مسؤولي الاتحادية ينصبون ثم يقيلون نفس الشخص في نفس المنصب مرتين أو ثلاث في سنة ونصف. والشيء اللافت للانتباه، أن الذي يحدث في الفاف شبيه بما يحدث للفرق المحلية، أين يتناسى المسيرون تعيين مدير رياضي، تاركين الجوانب الفنية للسماسرة والجهلة، ثم يفرضون منطقهم على المدربين طوال الموسم، ففي اتحاديتنا الكروية لا أحد يعلم كيف تم تعيين سعدان أو تنحيته، ولا كيف تم تعيين بن شيخة ومساعديه، أو آيت جودي وغيرهم من مدربي الفئات الشابة، فلا مقاييس وضعت، ولا معايير احترمت، ولا مدير فني اختار المدرب الملائم للمنتخبات الوطنية، حيث أصبحت هناك مديرية فنية موازية لا تعمل في دالي براهيم، مهمتها تقديم النصائح التقنية للرئيس، وبموجبها يتم تعيين فلان أو فلتان لتدريب المنتخب الفلاني. وفي انتظار وضع مديرية فنية حقيقية، يقال بأن الحاج متحمس هذه المرة لجلب تقني فرنسي، ينقل إلى الجزائر تجربة إيمي جاكي وهوليي والمدرسة الفنية الفرنسية.